والعمل) (أَفَمَنْ يُلْقى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً يَوْمَ الْقِيامَةِ) (ولا يعني تأخير العقوبة جهلا وتهاونا ، كلّا) فليعملوا ما شاؤوا فإنّ الله بصير بهم.
(من هم الملحدون في آيات الله؟) إنّهم الذين يكفرون بذكرهم (المتمثّل في القرآن) لمّا جاءهم ، بينما هو كتاب عزيز يستمدّ قوته من ربّه ، وإنّه كتاب حقّ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. أو ليس قد أنزله الحكيم الحميد ، فكيف يأتيه الباطل؟
(وما يجادلون به حول آيات الله وذكره باطل) .
ولا يقال للرسول إلّا ما قد قيل للرسل السابقين ..
(فاخذهم الله بأليم عقابه ، بعد أن أمهلهم بمغفرته) .
(إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقابٍ أَلِيمٍ) .
(وكان بين ما قالوا أنّ من يعلّم الرسول (ص) أعجمي ، بينما القرآن عربيّ مبين) ولو جعله الله أعجميّا لطالبوا بأن يكون عربيّا مبينا قد فصّلت آياته تفصيلا ، ولكن هل هذا هو مقياس الحق والباطل ، والهدى والضلال؟ (كلّا .. إنّ المقياس هو الإيمان) فمن آمن بالقرآن كان له هدى وشفاء ، بينما الذين لا يؤمنون كان في آذانهم وقر ، وهو عليهم عمى ، كمن ينادى من بعيد.
(والله سبحانه لا يعاجلهم بالعقوبة ، كما لم يفعل بالأمم السالفة) فقد آتى موسى الكتاب فاختلف فيه فمنهم من آمن ومنهم من كفر (ولكنّ الله أمهلهم ليبتليهم) ولو لا أنّه قدّر الابتلاء في الدنيا لقضي بينهم.
(إلّا أنّ تأجيل القضاء لا يدلّ على إلغائه بل الإنسان مسئول عن أفعاله) (مَنْ