على الأرض من ملايين النباتات المفعمة بأسرار الحياة.
إنّ تنوّع النباتات ، وسرعة التهاب الحياة في جنباتها ، وانسياب القدرة من أطرافها ، يهدينا كلّ ذلك الى أنّ إحياء الموتى على الله يسير ، والبشر بدوره كنبتة واحدة بين ملايين النباتات.
بل يهدينا ذلك الى أنّ القدرة الإلهية لا تحد ، لأنّ شدّ التنوّع ، وكثافة الخلق ، وعظمة التدبير ، وسرعة التطوير ، لا يدع كلّ ذلك مجالا للشك في أنّ الله واسع القدرة ، ولا شيء يعجزه أبدا.
(إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
جاء علي بن فضّال إلى الإمام الرضا (ع) يسأله : لم خلق الله الخلق على أنواع شتّى ، ولم يخلقه نوعا واحدا؟
فأجابه قائلا :
«لئلّا يقع في الأوهام أنّه عاجز ، فلا تقع صورة في وهم ملحد إلّا وقد خلق الله عزّ وجلّ عليها خلقا ، ولا يقول قائل : هل يقدر الله أن يخلق على صورة كذا وكذا ، إلّا وجد ذلك في خلقه تبارك وتعالى ، فيعلم بالنظر الى أنواع خلقه أنّه على كلّ شيء قدير» (١)
[٤٠] قلب البشر كالأرض ، إذا خشع لربّه واستجاب لآيات الله أحياه الله بالإيمان أمّا إذا استكبر ولم يستجب لآيات الله كان كالصخرة الصمّاء التي لا تهتز للغيث.
__________________
(١) نور الثقلين / ج (٤) ص (٥٥١) .