للغيث ، وكأنها تناجي ربّها طالبة إحياءها؟!
(وَمِنْ آياتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خاشِعَةً)
لا مستكبرة ولا متجبّرة ، وحقّ لها أن تخشع لربها الجبّار ، ومن دون خشوعها لا يمكن أن تنتفع ببركات ربّها ، وكذلك القلب الخاشع يهبط عليه نور ربّه العظيم فيحييه بالمعرفة والإيمان.
(فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ)
وكذلك القلوب الطاهرة تهتزّ لآيات ربّها.
(وَرَبَتْ)
لقد تنامى عليها الزرع والورق والثمر فإذا بالأرض قد علت عن مستواها الأوّل ، وكذلك كلّ من تواضع لله يعلو ، ومن يخشع يربو ، ومن تزكّى ينمو.
(إِنَّ الَّذِي أَحْياها لَمُحْيِ الْمَوْتى)
وهكذا بهذه البساطة يحلّ القرآن أعقد لغز حيّر البشر أو ليست العقول تقف على شاطئ الحياة متسائلة : ما هي؟ كيف وجدت؟ وكيف تعود حين تذهب؟
بلى. إنّك إن سمحت لنظراتك أن تعبر حاجز الظاهر الى حقيقة السنن فإنّها تغور في ألغاز الخليقة.
لا بد أن تلامس رافد الحقيقة عن كثب ، أمّا إذا وقفت على الشاطئ باسطا كفّيك إليه ليبلغ فاك فلن يبلغه ، خض البحر حتى تحظى بالجوهر ، ألق الحجاب عن عينك ترى قدرة الله تتجلّى في البساط الأخضر الذي يفرشه الربيع ـ بإذن الله ـ