وكلمة أخيرة :
اختلفت المذاهب في موضع السجدة في هذا السياق بعد اتفاقهم على وجوبها ، وأنّها من العزائم ، فقال فقهاء الشافعية والمالكية : تجب السجدة عند قوله تعالى : (وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ) ، بينما قال الحنفيّة والحنابلة : إنّ موضع السجود الواجب عند قوله : (تَعْبُدُونَ) ، وذهب الشيعة الى هذا الرأي تبعا لروايات أهل البيت (ع) .
ولا يجب ذكر مخصوص في السجود ، ولكن يستحبّ أن يقول ما ذكر في راوية «من لا يحضره الفقيه» قال :
وروي أنّه يقول في سجدة العزائم :
«لا إله إلّا الله حقّا حقّا ، لا إله إلّا الله إيمانا وتصديقا ، لا إله إلّا الله عبودية ورقّا ، سجدت لك يا ربّ تعبّدا ورقّا ، لا مستنكفا ولا مستكبرا ، بل أنا عبد ذليل خائف مستجير» (١)
[٣٩] القرآن بصيرة لا بصر ، ورؤية لا نظر. إنّه منهج تفكير لمن يعقل ، وهدى وعبرة لمن يعي ويعتبر. إنّه يقول لك كيف تصبح متعلّما في مدرسة الحياة وفيها من معارف الرب ، ومعالم الحق ، ومشاهد النفس ما يكفيك حكمة وعلما.
ولو اتخذنا آيات القرآن بصيرة للنظر الى ما حولنا لنطقت الطبيعة بألف درس ودرس ، وبأكثر من لغة ، لغة العواطف والأحاسيس ، لغة العلم والحكمة ، لغة الضمير والوجدان ، وفوق كل ذلك لغة الشهود والإيمان.
أنظر الى الأرض. أو لا ترى خشوعها لربّها ، وكيف تتعطّش حبّات التراب
__________________
(١) نور الثقلين / ج (٤) ص (٥٥١) .