ينظرون من خلالها الى ظواهر الخليقة ، يقولون :
«اللهم يا من دلع لسان الصباح بنطق تبلّجه ، وسرّح قطع الليل المظلم بغياهب تلجلجه ، وأتقن صنع الفلك الدوّار في مقادير تبرّجه ، وشعشع ضياء الشمس بنور تأجّجه» (١)
فالطبيعة تجلّيات لأسماء الله ، والنظر إليها يهديهم الى تلك الأسماء.
ويعكس دعاء الإمام الحسين (ع) في يوم عرفة هذه المنهجية في تفكير أولياء الله حين يقول :
«الهي علمت باختلاف الآثار ، وتنقّلات الأطوار ، أنّ مرادك منّي أن تتعرّف إليّ في كلّ شيء ، حتى لا أجهلك في شيء» (٢)
وإذا أشرق نور معرفة الله على قلب مؤمن انسحب منه ظلام الأغيار ، فلا شيء ولا شخص يشارك الربّ في القلب.
يقول الإمام الحسين (ع) في ذات الدعاء :
«أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتى عرفوك ووحّدوك ، وأنت الذي أزلت الأغيار عن قلوب أحبّائك حتى لم يحبّوا سواك ، ولم يلجئوا الى غيرك ، أنت المونس لهم حيث أوحشتهم العوالم ، وأنت الذي هديتهم حيث استبانت لهم المعالم ، ماذا وجد من فقدك ، وما الذي فقد من وجدك» (٣)
__________________
(١) فاتحة دعاء الصباح المأثور عن أمير المؤمنين (ع) في مفاتيح الجنان.
(٢) المصدر / ص (٢٧٢) .
(٣) المصدر / ص (٢٧٣) .