والصفات والأسماء ، بينما ظلال الند توحي بالتشابه في الجوهر ، وظلال (الشبه) توحي بالتماثل في الكيفية ، أمّا كلمة (المساوي) فتوحي بالتشابه في الكميّة ، وإيحاء (الشكل) هو التماثل في المساحة. (١)
فإذا قلنا : «ليس كمثله» أي لا يشابه صفاته وأسماءه أحد ، فالكاف بمعنى التشبيه ، والمثل بمعنى مجمل الصفات والأسماء ، والله العالم.
(وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
فلا يزعم أحد أنّه ما دام ربّنا لا شبيه له ولا كفو فهو بعيد عنّا لا يسمع ولا يرى ، كلّا .. إنّ تعاليه لا يتنافى وقربه الى درجة أنّه يسمع ما نقول ، ويبصر ما نفعل ، فهو رفيع الدرجات وهو أقرب إلينا من حبل الوريد.
[١٢] وهو الذي يرزق من يشاء ما يشاء ، فيعطي لشعب الطاقات والمعادن ، ولآخر العلم والإرادة ، فإذا بالناس يختلف بعضهم عن بعض لتتعاون البشرية مع بعضها ، كما أنّ ربّنا يفتح للبشرية أبوابا متعدّدة من الرزق ، وإذا ما نفذ شيء منه تلطّف عليهم بآخر يحلّ محلّه ، فإذا بالآفاق الواسعة تتفتّح بقدرة الله أمام البشرية لتجدّد الطاقات البديلة عن النفط الذي بات مهدّدا بالانتهاء. وما يدرينا لعلّهم يهتدون الى تحويل الماء الى طاقة محرّكة كما اهتدوا من قبل الى تفكيكه بقدرته تعالى!
(لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ)
فلما ذا يحسد الناس بعضهم ، ويسعى كلّ واحد للتفرّد بالنعم ، وربّنا العليم ينزل من القدرات على من يشاء من البشر بقدر ، حسب حكمته البالغة؟
__________________
(١) تفسير نمونه / ج (٢٠) ص (٣٧٢) ، نقلا عن مفردات الراغب.