ميعادهم ، فحجتهم داحضة ، ليس فقط لأنّها باطلة ، بل وأيضا لأنّ الاستجابة للرسالة هيّأت أرضية نصر الله لها .. وسوف تتوالى عليهم الهزائم الفكرية (بدحض حجتهم) والدنيوية والسياسية (بأنّ عليهم الغضب المتمثّل في الفشل) والأخروية (بأنّ لهم العذاب الشديد) .
ومن هنا نعرف أنّه حين يستجيب فريق للرسالة فإنّه يقترب ميعاد نصرها من عند الله ، وتكون حجة المعاندين داحضة ، وسعيهم في ضلال.
[١٧] ومن المقاييس التي يعرف الحق بها القرآن بآياته البيّنة الواضحة ثمّ الميزان.
(اللهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ بِالْحَقِ)
جملة الحقائق ، ابتداء من التذكرة بالله وأسمائه الحسنى وآياته في الأنفس والآفاق ، واستمرارا مع تبصرة الإنسان بنفسه وشفاء أدوائه ، وانتهاء بالأحكام التي تفصل بين الناس بالعدل.
(وَالْمِيزانَ)
وقد أنزله الله علينا حين هدانا اليه لنطبّق العدل بيننا.
وقد اختلف المفسرون في معنى الميزان ، فقال البعض : إنّه مجمل الأحكام الشرعية التي جاءت بها الرسالات. أو ليست تفصل بين العباد ، وتحدّد حقوق وواجبات كلّ واحد بالنسبة الى الآخرين ، وإنّ المعنى إنّ الله أنزل الميزان في الكتاب ، الذي ليس فقط يشتمل على الحق بل ويفصّله ضمن موازين أي أنظمة عادلة.