أنفسنا وأكرمناها ، فآنئذ نستطيع أن نسيطر عليهما من دون إسراف أو طغيان.
(ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ)
يبشّرنا الله بفضل كبير ، وبجنات فيها كلّ ما نريد ، وأكرم به وعدا صادقا ، وفضلا كبيرا ، ولكن هذا الفضل الكبير مقترن بعمل كبير هو المودة في القربى التي جعلت بمثابة أجر على الرسالة ، فقال ربنا :
(قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)
ونتساءل :
١ ـ ما هو المفهوم من كلمة القربى؟
٢ ـ لماذا جاء هذا الموضوع في سياق موضوعات الوحدة في القرآن الحكيم؟
٣ ـ لماذا لم يأمر القرآن بطاعة ذوي القربى بل بمودتهم؟
أولا : من هم القربى؟
وقد استفاضت الأحاديث حول هذه الآية وتفسيرها وكيف نزلت ، وبالرغم من أنّها تعالج قضية القيادة التي كانت ولا تزال محورا لخلافات المسلمين ، إلّا أنّ تفسير الآية حظي بقدر كبير من الاتفاق بين علماء المسلمين حسب النصوص التالية التي ننقلها من تفسير (الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور) للعلّامة السيوطي ، ولأهميتها البالغة نفيض في بيانها مفصّلا :
أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق مقسّم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : «قالت الأنصار : فعلنا وفعلنا ، وكأنهم فخروا ، فقال ابن