في السر أو العلانية ، قليلا كان أو كثيرا ، والآية تلغي المقاييس الأخرى الباطلة ، كالفداء والشفاعات المزعومة ، أو أن ينتفع الإنسان لمجرّد انتمائه ظاهرا للحق ، وذلك حينما تؤكد المسؤولية «بما كسبت» وتركّز الآية الكريمة هنا على العدالة الإلهية فتقول :
(لا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ)
لأنّه مطلق العلم والقدرة ، ولأنّه يحاسب الناس على ضوء المقاييس والحجج ، وإذا كان الإنسان بعلمه وإمكاناته المحدودة قد اكتشف جهاز الكومبيوتر الذي يفحص الأمتعة والحقائب من خلال الشاشة في لحظات فكيف بربّنا وهو سريع الحساب؟!
فلا يتوهّم البعض أنّ كثرة عدد البشر وتنوّع ما يكتبونه بما لا يحصى يمنع ربّنا من الدقة في الحساب أو النصف فيه ، كلا .. إنّه سريع الحساب يحصي عليهم حتى أنفاسهم وخفيّ ضمائرهم فيحاسبهم جميعا على كلّ ذلك في ساعة يوم القيامة.
[١٨] (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ)
وهو أحد أسماء يوم القيامة ، ولعلّ كلّ اسم من أسماء الآخرة جاء بمناسبة معيّنة أو بحالة معينة.
ولهذا الاسم عدّة معان :
منها : أنّ القيامة قريبة جدا ، من أزف الأمر إذا دنا وقته واقترب ، وفعلا الساعة قريبة فلا تفصلنا ـ نحن البشر ـ عنها عمليا إلّا زجرة الموت ، وبعده يغفل عن أكثر الناس حتى قيام الساعة فيكونون كمن غطّ في نوم عميق سحابة نهاره