ويأمر الرسول (والرساليين) بأن يتركهم في خوضهم يلتهون بباطلهم ، ويلعبون من دون هدف معقول في حياتهم حتى يلاقوا يوم الجزاء الذي يوعدون (وهكذا ينذر كلّ المشركين بالله بأنّهم يفرغون حياتهم من أيّ هدف سليم ، كما يفرغون عقولهم من أيّ بصيرة حق) .
ويبيّن أنّ إله السماء هو إله الأرض ، وهو الحكيم العليم (فلا يجوز الفصل بين الدين والسياسة ، بين عالم الخلق وواقع الحكم) .
(وكيف نتخذ من الثروة والسلطة آلهة والله عنده كلّ خير؟!) أو ليس هو المالك للسموات والأرض وما بينهما ، فهو الذي يبارك (أفلا ينبغي أن نعبده ليعطينا من بركاته؟) وعنده علم الساعة (أفلا نخشاه؟) واليه ترجعون.
(أمّا شركاء المال والجاه و.. و.. فهم لا يملكون أهمّ ما يحتاجه البشر وهو الخلاص من النار) ولا يملكون الشفاعة عند الله ، وإنّما الشفاعة للحق ولأهله ، وفي الوقت الذي يعترف الجميع بأنّ الله هو خالقهم تراهم يؤفكون عنه! (ولكن لا ينبغي أن يهلك المؤمن نفسه حسرة عليهم) وحين قال الرسول داعيا ربّه : إنّ هؤلاء قوم لا يؤمنون ، أمره الله بالصفح عنهم (والإعراض) وأن يقول لهم : سلام (ولا يبادرهم بالحرب) لأنّهم سوف يعلمون أيّ منقلب ينقلبون.