أنّهم اختلفوا فيه (ظلما وبغيا) فويل للظالمين من عذاب يوم أليم (٦٥) .
ويذكّرنا الربّ بأنّ الأخلّاء أعداء بعضهم في يوم القيامة إلّا المتقين (وهكذا ينبغي أن نختار من المتقين أصدقاءنا ، وقد أشارت آيات سابقة الى مسألة القرين) ويصف نعيم الله في يوم البعث لعباد الله الذين تتلقّاهم الملائكة بالسلام والبشرى ، وتدعوهم الى الجنة التي فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذّ الأعين. كلّ ذلك جزاء لما عملوا (٧٣) .
بينما المجرمون خالدون في جهنم ، دون أن يخفّف عنهم عذابها ، وهم آيسون فيها من روح الله بما ظلموا ، وحين ينادون كبير ملائكة العذاب (مالك) ليعدمهم الله يجيبهم بأنّهم ثمّة ماكثون ، ويقول : لقد جئناكم بالحق ، وأنتم كنتم تكرهون الحق. وقد عاندوا الحق فحكم الله عليهم بالعذاب الخالد (جزاء عنادهم) (٧٩) .
وبهذه البصيرة يعالج السياق حالة العناد الذي هو واحد من أبرز العقبات النفسية في طريق الإيمان ، ثم يعالج سائر الحالات التي تمنع المبادرة الى الإيمان ، مثل التوهّم بأنّ الله لا يسمع سرّهم ونجواهم ، ويذكّرنا الله بأنّه يسمعهم ، وقد أحاط بهم ملائكته الكرام يسجّلون ما ينطقون به (٨٠) .
(ويعود الى معالجة حالة الشرك ، حيث يلتجأ الإنسان ـ عادة ـ الى ظلّ الشرك فرارا من ثقل المسؤولية) ويقول : النبي ليس ولد الله ، بل هو أوّل العابدين لله.
(وينسف أساس الشرك القائم على الجهل بعظمة الله) ويقول : سبحان ربّ السموات والأرض أن يكون له ولد مثلما يصفون. أو ليس هو ربّ العرش العظيم والهيمنة التامة ، فما ذا يفعل بالولد؟!