إنّه جحود متجاهر بجحده ..
أولا : لأنّه يجحد بآيات ربه ، ويتنكّر نعمه عليه ، انطلاقا من كبر في نفسه وبوعي منه وإصرار ، لأنّه لا يريد أن يسلّم لأمره ويطيع أولياءه.
ثانيا : لأنّه يساوي بين من أنعم عليه كل هذه النعم السابغة وبين عباده العاجزين ، فيقول إنّ بعض العباد شركاء لله ، وينسب إليهم من دون الله النعم.
ويتصل موضوع نكران النعم بهذه الشدة بمحور السورة ـ وهو علاقة الإنسان بنعم الله ـ اتصالا متينا إذ أنّ أهمّ ركائز العلاقة السليمة شكر الله ، وتجاوز حالة الكفران الطبيعية عند الإنسان الى حالة الشكر المنبعثة من الإيمان.
[١٦] وهكذا زعموا بأنّ الله اصطفى لنفسه البنات ولهم البنين.
(أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَناتٍ وَأَصْفاكُمْ بِالْبَنِينَ)
ولكن كيف يجتمع الخلق والتبنّي ، ثمّ لماذا يصطفي لنفسه الإناث والبنت في نظر الجاهليين ليست المثلى ، فكيف يضربوه لله مثلا؟!
[١٧] (وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِما ضَرَبَ لِلرَّحْمنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ)
مكفهرا من الغضب وجهه ، كاظما غيظه يكاد يتميّز من الغيظ.
[١٨] (أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ)
فالبنت التي تكون نشأتها ونموّها في الحلية ـ الزينة ـ وتعيش النعومة والرقّة ، هل هي قادرة على القيام بما تقوم به الملائكة؟ كلّا .. ولو اتخذ الله بنات لجعلهم في