رياض الجنان يمرحن ، ولم يجعلهنّ يمارسن أمور الحياة ، ثم إنّ النساء لذلك لا يكوننّ قادرات على الخصام والجدال كما الرجال لأنهنّ عادة يفصحن عن كل ما تجيش به صدورهنّ لفرط عاطفتهن.
[١٩] ولأنّهم جعلوا لله جزء من عباده ، وزعموا أنّه اتخذ البنات مما خلق وهم يكرهون البنات ، تراهم يعتقدون بأنّ الملائكة إناث.
(وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً)
لماذا؟ لعلّه للأسباب التالية :
أوّلا : إنّهم زعموا في الملائكة ما زعمته النصارى في المسيح حيث جعلوا لله فيهم جزء ، لعلّه لعقيدة الحلول .. أو حسب نظرية الفيض وتنزّل وجود الله (تبارك وتعالى عما يقولون) الى مرتبة الملائكة ، وهي عندهم أدنى من مقام الربوبية وأعلى من مقام سائر الخلائق.
ثانيا : لأنّهم لم يحبّوا الملائكة نسبوا إليهم التأنيث أو ليست الإناث أقلّ قدرا من الذكور عندهم؟!
ثالثا : لأنّهم كانوا يتصوّرون الملائكة يمثّلون جانب الشهوات ، بينما مقام ربّ العرش مقام العقل.
رابعا : قالوا إنّما أنثت العرب الملائكة في لغتهم لأنّهم كانوا يؤنّثون كلّ مغيّب عنهم ، محجوب عن أعينهم ، والله العالم.
(أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ)
هل كانوا حاضرين عند ما خلقهم الله حتى يحكوا بأنّ الملائكة بنات؟!