إنّ وجود الرسول والمؤمنين بين الكفّار قد يؤخّر عنهم العذاب الى أجل محدود ، قال الله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (١) .
[٤٢] وقد يعذّب الله الكفّار في عهد الرسول وبمشهد منه أو من الدعاة من أتباعه ، لكي يريهم قوّته ويقرّ أعينهم بنصره.
(أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْناهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ)
فلا تنفعهم ثروتهم أو قوّتهم شيئا.
[٤٣] ولأنّ عاقبة الكفّار الدمار فلا بدّ من مواجهة إغرائهم وإرهابهم ، ولا يمكن ذلك إلّا بالتمسّك الشديد بالرسالة.
(فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ)
لينظر المؤمن الى الظواهر السياسية والاجتماعية من خلال بصائر الوحي ، لكي لا يتأثّر بها سلبيّا ، وليطبّق مناهج الرسالة بدقّة حتى يمكّنه الله في الأرض ، لأنّ كلّ بند من بنود الشريعة قوّة واقتدار ، وليكن واثقا من سلامة خطه فإنّ الثقة بالنصر طريق إليه.
(إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ)
[٤٤] وليس الشرف في أموالهم ومناصبهم ، وإنّما هو في الوحي الذي يعبق ذكر المتمسكين به في كلّ أفق.
__________________
(١) الأنفال / (٣٣) .