وقالوا : لا يتسلّى أحد بعذاب غيره فليست هنالك البلية إذا عمّت طابت ، لأنّ العذاب هنالك لا يطيب لأحد أبدا ، لأنّه شديد ودائم.
ولأنّ قرناء السوء في خصام دائم مع بعضهم فلا يسلّى أحد أبدا.
[٤٠] وحين يضلّ قرين السوء صاحبه يكون مثله مثل الأصم والأعمى.
(أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَ)
كلّا .. لأنّ جهاز الاستقبال معطّل عنده فكيف يستمع ، وقد قال الشاعر :
لقد أسمعت إن ناديت حيّا |
|
ولكن لا حياة لمن تنادي |
(أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)
كلّا .. لأنّ من انحرف عن الطريق قليلا ترجى أوبته إليه ، ولكنّ الذي شطّ بعيدا حتى أحاطت به الضلالة كيف يمكن هدايته.
هكذا ينبغي اليأس عمن استبدّ بقلبه حبّ الدنيا فأخذ يقيس كلّ شيء بالمال والجاه ، والقوّة الظاهرية. إنّه في ضلال مبين ، ولا يعجبك ما عنده فتفكّر في كسبه بأيّة وسيلة فتقدّم له التنازلات من دينك ومواقفك ، كلّا .. ما عند الله خير وأبقى.
[٤١] إنّ عاقبة هؤلاء العذاب في الدنيا وقبل العذاب الأكبر عند ربّهم ، وسواء تمّ ذلك بعد وفاتك أو في حياتك فإنّهم معذّبون ، فلا تغررك أموالهم وأولادهم ، ولا يحزنك مكرهم ودعاياتهم ، ولا تستعجل عليهم فإنّ العذاب الذي ينتظرهم شديد.
(فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ)