مناسبة لها من واقع الآخرة ، بهدف جعلها مقياسا ، ولعلّنا نقترب أكثر فأكثر الى حقائق الخلق ، ولا ننظر الى ظاهر من الحياة الدنيا.
وهنا في سورة الزخرف حيث تبيّن آياتها المحور السليم للحياة وهو التوحيد ، لا المال ولا الصداقة القائمة على أساسه ، يبيّن لنا القرآن مشهدا من مشاهد الصراع القائم هنالك بين أصدقاء السوء هنا ، فيقول :
(حَتَّى إِذا جاءَنا)
وحضر عند ربّه هذا الذي عشى عن ذكر الله.
(قالَ يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ)
يتمنّى يومئذ أن يكون بينهما ما بين المشرق والمغرب لما يجد من سيئات الاقتران به.
[٣٩] كلّا .. لا ينفع التبرّي من البعض ، ولا ينفع التبرير ، لأنّ الظلم قد وقع فعلا بكامل اختيارهم ، والنار تسع الجميع.
(وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ)
أي لا يجديكم نفعا أنّكم تمنّون التباعد عن بعضكم ، إذ أنّه جاء متأخّرا بعد أن ظلمتم أنفسكم.
(إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ)
قالوا : لا ينفعكم اشتراككم في العذاب شيئا إذ لا تتقاسمون العذاب بل لكلّ الحظ الأوفر.