داعيا الى التفكّر في صحّة نهجه وسلامة خطّه ، لا ينجو أبدا.
ونستوحي من الآية بصيرتين :
الأولى : إنّ الخطوة الأولى في سبيل الضلال كما في طريق الهدى يخطوها الإنسان بكامل حريّته ، فإذا عشى عن ذكر الرحمن أضلّه الله بقرين السوء ، وإذا تذكّر بصّره وأعاذه من شر الشيطان.
إذا فمسئولية الإنسان الكبرى هي اختيار الهداية بالاستعاذة بالله ، بالإقلاع عن حالة التكبّر الدونيّة الى سماء العبوديّة لله.
الثانية : لا يلغي مسئولية الإنسان عن عقائده وأفعاله أنّه يحسب أنّها صحيحة ما دام هذا الحسبان آت من تزيين الشيطان. إنّه كمن يلقي بنفسه من شاهق يتحمّل مسئولية عمله حتى ولو فقد الإختيار أثناء دحرجته بين الصخور. لماذا؟ لأنّه هو الذي سلب نفسه القدرة حين رمى بنفسه من عل .. كذلك الذي يرفض الالتجاء الى الله فيقيّض الله له شيطانا يضلّه. إنّه لا يزال مسئولا عن ضلالته لأنّ بدايتها منه.
وهكذا مجرّد الإعتقاد بشيء لا يبرّر المضيّ فيه ما لم يعتمد على منهج سليم ، وإلّا فكثير من المجرمين يعتبرون أفعالهم صالحة.
[٣٨] إذا أردت أن تعرف حقيقة شيء في الدنيا فانظر كيف يتجسّد في الآخرة ، إذ أنّ تلك الدار هي المقياس. إنّها الحصاد الأكبر بينما الدنيا مزرعة وهل يعرف الزرع إلا بالحصاد.
وإنّما يصوّر لنا كتاب ربّنا مشاهد الآخرة ، ويبثّ في كلّ موضوعة صورا