وحين يتخذ القرين بمعيار إلهي تكون علاقته به متينة ، بينما إذا كانت المصلحة أو الهوى أساسا للصداقة انهارت بتبدّل الأحوال ..
وحين يكون المعيار الإلهي حاكما يصنع المؤمنون من تجمّعهم جنة أرضيّة حيث يوادّون بعضهم في الله لا تجد في قلوبهم غلّا للذين آمنوا ويأنس الواحد منهم الى صاحبه كما الظمآن الى شراب سائغ .. وهنالك تتجلّى السعادة الدنيوية ، كما لا تتجلّى في أيّ نعمة أخرى ..
وتمتد هذه الخلّة حتى يوم القيامة حيث يقول ربّنا : (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) وحتى تبلغ بهم الجنة حيث تراهم (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ)