والأفكار المنحرفة ، فما بقيت ضمانة لهم تمنع عنهم العذاب.
(فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقابِ)
وإذ يصف الله نفسه هنا بالقوة وشدّة العقاب فلكي يبيّن لنا نوع العذاب الذي حلّ بهم ، ببيان صفات منزلة عليهم ، ولكي يبين لنا من جانب آخر أنّه لم ولن يقدر أحد على منع العذاب عن الظالمين والكافرين حين ينزل بساحتهم.
[٢٣] وكشاهد على تكذيب الأقوام تضرب الآيات لنا مثلا من واقع موسى (ع) مع قومه الذين كذّبوا برسالته.
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا وَسُلْطانٍ مُبِينٍ)
ولعلّ الآيات هي التوراة ، وأمّا السلطان المبين فلعلّها المعاجز الّتي أظهرها الله على يد نبيّه (ع) كالعصا واليد البيضاء.
[٢٤] وقد جاء موسى (ع) لتغيير الواقع المنحرف ، ومقاومة الفساد المتمثّل في الطاغوت وأعوانه ، وكل من يجسّد ذلك الواقع.
(إِلى فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَقارُونَ)
وهؤلاء هم نماذج مختلفة ، كلّ واحد منهم يمثّل جانبا من الفساد ، فرعون يجسّد الطاغوت الحاكم ، وهامان يمثّل الجهاز الإداري له ، بينما يمثّل قارون بماله الرأسماليّة التي تمتصّ خيرات الشعوب ، وقد جاء موسى (ع) لتصفية هذه الأجهزة الثلاثة.
(فَقالُوا ساحِرٌ كَذَّابٌ)