قَبْلِهِمْ كانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثاراً فِي الْأَرْضِ)
يعني قوة أبدانهم أو عموم أسباب القوة التي اجتمعت عندهم بحيث استطاعوا إعمار الأرض ماديّا بما لم يصل الى مستواه الأقوام الذين يعنيهم القرآن بخطابهم.
إلّا أنّ هذه القوة وتلك الآثار لم تكن قائمة على أساس صالح ينميها ويحافظ على كيانها ، إنّما كانت القوة تزيدهم غرورا ، والإعمار يزيدهم كفرا وفسادا ، ممّا دعاهم للإسراف في المعصية اعتمادا عليهما.
(فَأَخَذَهُمُ اللهُ)
ولكن ليس بظلم وإنّما بالحق.
(بِذُنُوبِهِمْ)
ولم يكن ثمة أحد ينقذهم من عذاب الله وأخذه.
(وَما كانَ لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ)
فلم تنفعهم قوتهم وقدراتهم شيئا عند العذاب ولا أولئك الشركاء الذين اعتقدوا بهم ، إنّ الواقي الوحيد هو عمل الإنسان الصالح الذي لم يتزوّدوا منه بالرغم من وصية ربّهم حين قال لنا : «وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى» .
[٢٢] ويبين القرآن السبب في هلاكهم.
(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ)
والرسل إنّما بعثهم الله ليستنقذوهم من الذنوب وما تنتهي إليه من العذاب ، ولكنّهم رفضوهم وتمسكوا بقيادة الطواغيت ، ورفضوا رسالاتهم وتمسكوا بالعقائد