(إِنَّ اللهَ هُوَ السَّمِيعُ)
الذي يحيط بكلام الناس وما تنطوي عليه نفوسهم.
(الْبَصِيرُ)
الذي يرى تصرّفاتهم وأفعالهم.
وفي الآية إيحاء بأنّ الباطل لا يمثّل شيئا. أو ليس الباطل كان زهوقا ، فالشركاء المزعومين يقضون بالباطل الذي لا يمثّل شيئا ، ويا لروعة الكلمة وبلاغة التعبير ، فهم لا يقضون ـ عند الله ـ شيء بالرغم من أنّ الطغاة يتشدقون بألوف القوانين التي يتظاهرون أنّهم يقضون بها خلافات الناس ، بينما يعقّدون بها في ـ الواقع ـ أوضاع الناس ، ويزيدون بأحكامهم الباطلة هذه الصراعات ، فيا لخسارة تابعيهم! .
[٢١] إنّ تحمّل أمانة المسؤولية لأشد على قلب الإنسان من حمل الجبال الراسيات ، وإنّه ـ في ذات الوقت ـ السبيل الوحيد لنجاته ، والقرآن يهدينا الى ذلك بحجج شتى ، أبرزها بيان عاقبة أعمال البشر في الآخرة وقد تحدّث السياق عنه آنفا ، والحجة الثانية بيان عاقبة أعماله هنا ، ولكن كيف نعرف ذلك؟ إنّما بالنظر في أحداث التاريخ ، التي تكشف عن خطأ التكذيب بالحق ، وبالتالي ضعف الإنسان أمام إرادة ربّه المتجلّية في سنن الحياة.
وأصدق كتاب ينبّؤنا عن حقائق التاريخ ـ بعد القرآن ـ آثار الغابرين على الطبيعة ، فلا بد من السير في الأرض وقراءة تلك الآثار.
(أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ كانُوا مِنْ