حقيقة علمه تعالى بما في قلبه فإنّه لن ينافق أو يخون ، ولن تأخذه روح اللامبالاة بالذنب.
(وَما تُخْفِي الصُّدُورُ)
من نوايا يسعى نحو تحقيقها ، والتي قد تخفى في بعض الأحيان عن الإنسان نفسه.
[٢٠] (وَاللهُ يَقْضِي بِالْحَقِ)
وإنّما يكون قضاؤه حقّا لحكمته وإحاطته بما يحكم فيه ، فمهما حاول أحد أن يتعلّل ويقدم المعاذير ليفلت من العدالة فلن يستطيع أبدا ، لأنّ الله يعلم الغيب والشهود حتى نوايا الضمير ، وعلى الإنسان أن يبحث عن الحق ويلتزم به فهو وحده الذي ينفعه عند الله.
وكلمة «بالحق» توحي بأنّ وسائل الحكم ونتائجه كلّها حق ، فربّنا يعتمد الحق في تحديد الموضوع ، ويعتمده أيضا في تحديد الحكم وتنفيذه ، أما الآخرون الذين يشرك بهم الظلمة وجهّال الناس فإنّهم لا مقياس لهم في الحياة والحكم فلا يصيبون حتى جزء من الحق.
(وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ)
والسبب بالإضافة الى اعتمادهم الأهواء والشهوات في قضائهم أنّهم لا يحيطون بموضوعات الحكم إحاطة تامّة ، فحكمهم قائم على الشهادات الظاهرية أو الظنون والتخرّصات ، أمّا الله فهو يحيط إحاطة مطلقة بكلّ شيء مما يجعل حكمه حقّا تامّا.