لقد كانوا يؤثّرون على أزواجهم ومن يحيط بهم من عشيرتهم الأقربين عبر التربية ، واليوم يجدون فائدة هذا التأثير ، فلا يفرّق بينهم وبين أزواجهم ، كما أنّهم يشفعون لأزواجهم ومن اتصل بهم في الدنيا بعمل صالح أو علم نافع ، إذ يدعون لهم فيستجاب لهم ، وهذه حقيقة الشفاعة ، أمّا سببها فهو تواصل الخيرات بين المؤمنين ، فمن أخذ من أحد علما نافعا في الدنيا استفاد في الآخرة ، ومن اتبع إمام هدى انتفع بشفاعته ، ومن خدم أهل الصلاح لصلاحهم شفعوا له عند ربّهم ، وهكذا.
وقد ورد في الروايات أنّ المؤمن إذا ادخل الجنة يسمح له بأنّ يدخل معه من يريد ، وفي بعض الروايات أنّ المؤمن يشفع في مثل ربيعة ومضر ، وأنّ المؤمن ليشفع في صديقه إذا مات قبله وأدخل الجنة.
والحبور هو السرور والبهجة لانتهاء العناء ، وقال البعض : إنّه لذة السماع ، وإذا جعلنا معنى الحبر الكرامة فإنها تعني سموّا في المقام ، وفرحا في القلب ، وسرورا في العين ، ولذّة في السماع ، وزينة وطيبا.
[٧١] (يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوابٍ وَفِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ)
دخول الجنة هو يوم عيد المؤمنين ، ففي الجنة يطاف على المؤمنين بصحاف الذهب وأكواب كانت قواريرا ، وفي الجنة ما تشتهيه الأنفس من أنواع الملذّات ، فمن الحور الى الغلمان الى صنوف الأكل والرحيق والسندس ، وما تلذّ الأعين ، فكلّ شيء جميل وجذّاب ، وقد أجمل القول لأنّ التفصيل فوق مستوى عقولنا نحن البشر.
وقد جاءت في تفسير الآية أحاديث بحرمة اتخاذ أواني الذهب والفضة ، لأنّهما