«فأمّا الخليلان المؤمنان فتخالّا في حياتهما في طاعة الله تبارك وتعالى ، وتباذلا عليها ، وتوادّا عليها ، فمات أحدهما قبل صاحبه ، فأراه الله منزلته في الجنة ، يشفع لصاحبه فيقول : يا ربّ خليلي فلان كان يأمرني بطاعتك ، ويعينني عليها ، وينهاني عن معصيتك ، فثبّته على ما ثبّتني عليه من الهدى حتى تراه ما أريتني فيستجيب الله له حتى يلتقيا عند الله عزّ وجل ، فيقول كلّ واحد منهما لصاحبه : جزاك الله من خليل خيرا ، كنت تأمرني بطاعة الله ، وتنهاني عن معصيته.
وأمّا الكافران فتخالا بمعصية الله ، وتباذلا عليها ، وتوادّا عليها ، فمات أحدهما قبل صاحبه ، فأراه الله تبارك وتعالى منزلته في النار ، فقال : يا ربّ خليلي فلان كان يأمرني بمعصيتك ، وينهاني عن طاعتك ، فثبّته على ما ثبّتني عليه من المعاصي حتى تراه ما أريتني من العذاب ، فيلتقيان عند الله يوم القيامة ، يقول كلّ واحد منهما لصاحبه : جزاك الله من خليل شرّا ، كنت تأمرني بمعصية الله ، وتنهاني عن طاعة الله» (١)
(يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ)
لا خوف عليهم من موقف يدوم خمسين ألف سنة ، ولا خوف عليهم من النار ، ولا حزن عندهم من التقصير في الدنيا ، كلّا .. إنّهم لم يخسروا فرصهم في الدنيا حتى يحزنوا كما يحزن غيرهم.
[٦٩] (الَّذِينَ آمَنُوا بِآياتِنا وَكانُوا مُسْلِمِينَ)
ولعلّ الإسلام هنا يعني التسليم للقيادة الشرعية.
[٧٠] (ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْواجُكُمْ تُحْبَرُونَ)
__________________
(١) المصدر ص ٦١٢