طلبهم ، فإنّ الله عزّ وجلّ لم يخلق أفضل منهم على وجه الأرض ـ بعد النبيّين صلوات الله عليهم ـ وما أنعم الله على عبد بمثل ما أنعم به من التوفيق لصحبتهم» (١) .
ونجد في النصوص الدينية الكثير من الأحاديث حول الصداقة. كيف تكون في الله؟ وما هي علامات الأخلّاء المتقين؟ وما هي حدود التعاون بينهم؟ وما هي الحقوق المتبادلة بينهم؟ كلّ ذلك لتنظّم حلقات المجتمع الإسلامي رصينة مباركة ، وتتنامى روح التعاون بينهم في كافّة الحقول ، في السلم كما في أيّام المقاومة ضد الغزاة والطغاة ، حين تقوم طلائع حزب الله قياما واحدا لله ، لمحاربة أعداء الله ، ومن أجل تطبيق حكم الله في الأرض ، عندئذ يحتاجون الى قيم تنظيميّة وبرامج للتعاون ، فلا يجدون أفضل من هذه النصوص التي تغنينا عن الكثير من الأساليب التنظيمية التي يستوردها البعض من هنا وهناك.
بلى. الحكمة ضالّة المؤمن يأخذها أنّى وجدها ، وإنّ تجارب الآخرين في تنظيم المقاومة ضد الغزاة والطغاة هي ثروة إنسانية مشتركة لا بأس بالانتفاع بها ، ولكن بشرطين : أوّلا : أن نبني تنظيما على أسس إسلامية طاهرة ، اعتمادا على الزخم الهائل من بصائر الآيات والأحاديث التي وردت في ذلك ، ثانيا : أن نهذّب ما نستفيده من تجارب الآخرين بما لدينا من قيم وتعاليم.
وإنّ البحث عن الخليل الإيماني صعب ، وهام في ذات الوقت ، ولذلك نجد التحريض عليه شديدا ، ويكفينا هنا الحديث التالي ناصحا في هذا الحقل :
يقول الإمام أمير المؤمنين (ع) في الخليلين المؤمنين ، والخليلين الكافرين :
__________________
(١) نور الثقلين / ج ٤ ص ٦١٣.