والقندهار (١) ، وأول من افتتحها الربيع بن زياد الحارثي (٢) قطع المفازة وهي خمسة وسبعون فرسخا وبلغ إلى زرنج ، وهي المدينة العظمى التي كانت الملوك بها ، وذلك في خلافة عثمان ولم يجز الموضع الذي يقال له : القرنين (٣) ، ثم صار إليها عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس ، ثم انغلقت سجستان إلى خلافة معاوية ، ثم ولي عبد الرحمن بن سمرة فافتتح البلاد وصار إلى كرمان فافتتحها.
ثم رجع إلى سجستان ، فصالح أهلها ، ثم انغلقت حتى صار إليها الربيع بن زياد الحارثي ، ثم انغلقت حتى وليها عبيد الله بن أبي بكرة.
ولاة سجستان
الربيع بن زياد الحارثي لعبد الله بن عامر بن كريز في خلافة عثمان ، وربعي بن كاس العنبري الكوفي من قبل عبد الله بن عباس في خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (٤) صلوات الله عليه ، وعبد الرحمن بن سمرة أيضا في أيام معاوية ومات بها ،
__________________
ـ غربيّها وسجستان شماليها والبحر جنوبيها والهند في شرقيها ، قال الإصطخري : مكران ناحية واسعة عريضة والغالب عليها المفاوز ، والضرّ ، والقحط ، والمتغلّب عليها في حدود سنة ٣٤٠ ه ، رجل يعرف بعيسى بن معدان ويسمّى بلسانهم مهرا ، ومقامه بمدينة كيز ، وبها نخل ثكير. (معجم البلدان ج ٥ / ص ٢٠٨).
(١) القندهار : هي من بلاد السند أو الهند مشهورة في الفتوح ، قيل : غزا عبّاد بن زياد ثغر السند وسجستان فأتى سناروذ ، ثم أخذ على جوى كهن إلى الروباذ من أرض سجستان إلى الهندمند ونزل كسّ وقطع المفازة حتى أتى قندهار ، فقاتل أهلها فهزمهم وقتلهم وفتحها بعد أن أصيب رجال من المسلمين ، فرأى قلانس أهلها طوالا فعمل عليها ، فسمّيت العبّاديّة.(معجم البلدان ج ٤ / ص ٤٥٧).
(٢) الربيع بن زياد بن أنس الحارثي من بني الديان ، أمير فتح ، أدرك عصر النبوّة ، وولي البحرين ، وقدم المدينة بأيام عمر ، وولاه عبد الله بن عامر سجستان سنة ٢٩ ه ، ففتحت على يديه ، كان شجاعا تقيا ، قال عمر لأصحابه يوما : دلّوني على رجل إذا كان في القوم أميرا ، فكأنه ليس بأمير ، وإذا لم يكن بأمير ، فكأنه أمير ، فقالوا : ما نعرفه إلا الربيع بن زياد ، فقال : صدقتم ، توفي في إمارته سنة ٥٣ ه / ٦٧٣ م.
(٣) القرنين : قرية من رستاق نيشك من نواحي سجستان ، قال أحمد بن سهل البلخي : هي مدينة صغيرة لها قرى ورساتيق وهي على مرحلة من سجستان عن يسار الذاهب إلى بست. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٣٧٩).
(٤) علي بن أبي طالب بن عبد المطّلب الهاشمي ، القرشي ، أبو الحسن ، أمير المؤمنين ، رابع ـ