والربيع بن زياد الحارثي أيضا من قبل زياد في أيام معاوية ، وعبيد الله بن أبي بكرة (١) من قبل زياد في أيام معاوية ، وعبّاد بن زياد (٢) بعد موت زياد ولي سجستان لمعاوية ، ويزيد بن زياد من قبل يزيد بن معاوية ، وطلحة بن عبد الله بن خلف
__________________
ـ الخلفاء الراشدين ، وأحد العشرة المبشرين ، وابن عم النبي صلّى الله عليه وسلّم وصهره ، وأحد الشجعان الأبطال ، ومن أكابر الخطباء ، والعلماء بالقضاء ، وأول الناس إسلاما بعد خديجة ، ولد بمكة سنة ٢٣ ق. ه / ٦٠٠ م ، وربي في حجر النبي صلّى الله عليه وسلّم ، ولم يفارقه ، وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد ، ولما آخى النبي صلّى الله عليه وسلّم بين أصحابه قال له : «أنت أخي» ، ولي الخلافة بعد مقتل عثمان بن عفّان سنة ٣٥ ه ، فقام بعض أكابر الصحابة يطلبون القبض على قتلة عثمان وقتلهم ، وتوقّى علي الفتنة ، فتريّث فغضبت عائشة رضي الله عنها وقام معها جمع كبير ، وفي مقدمتهم طلحة والزبير ، وقاتلوا عليا ، فكانت وقعة الجمل سنة ٣٦ ه ، وظفر علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد أن بلغت قتلى الفريقين عشرة آلاف ، ثم كانت وقعة صفّين سنة ٣٧ ه ، وخلاصة خبرها أن عليا عزل معاوية بن أبي سفيان من ولاية الشام ، يوم ولي الخلافة ، فعصاه معاوية ، فاقتتلا مائة وعشرة أيام ، قتل فيها من الفريقين سبعون ألفا ، وانتهت بتحكيم أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص ، فاتفقا سرا على خلع معاوية وعلي ، وأعلن أبو موسى ذلك ، وخالفه عمرو وأقرّ معاوية ، فافترق المسلمون ثلاثة أقسام : الأول بايع معاوية وهم أهل الشام ، والثاني حافظ على بيعته لعلي وهم أهل الكوفة ، والثالث اعتزلهما ونقم على رضاه بالتحكيم ، وكانت وقعة النهروان سنة ٣٨ ه ، بين علي وأباة التحكيم ، وكانوا قد كفّروا عليا ودعوه إلى التوبة واجتمعوا جمهرة ، فقاتلهم فقتلوا كلهم وكانوا ألفا وثمانمائة ، فيهم جماعة من خيار الصحابة ، وأقام علي بالكوفة وجعلها دار الخلافة إلى أن قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي غيلة في مؤامرة ١٧ رمضان المشهورة ، واختلف في مكان قبره. روى عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ٥٨٦ حديثا ، وكان نقش خاتمه «الله الملك» ، وجمعت خطبه وأقواله ورسائله في كتاب سمّي «نهج البلاغة». توفي الإمام علي رضي الله عنه سنة ٤٠ ه / ٦٦١ م.
(١) عبيد الله بن أبي بكرة الثقفي ، أبو حاتم ، ولد سنة ١٤ ه / ٦٣٥ م أول من قرأ القرآن بالألحان ، تابعيّ ثقة ، من أهل البصرة ، كان أمير سجستان ، وليها سنة ٥٠ ـ ٥٣ ه ، وعزل عنها ، ثم وليها في إمرة الحجّاج ، وولي قضاء البصرة ، كان أسود اللون ، وهو ابن الصحابي أبي بكرة ، نفيع بن الحارث ، وكانت لعبيد الله ثروة واسعة ، فاشتهر بأخبار من الجود تشبه الخيال. نقل الذهبي أنه كان ينفق على أربعين دارا عن يمينه ، وأربعين عن يساره ، وأربعين أمامه ، وأربعين وراءه ، سائر نفقاتهم ، ويبعث إليهم بالتحف والكسوة ، ويزوّج من أراد منهم الزواج ، ويعتق في كل عيد مائة عبد.
(٢) عبّاد بن زياد بن أبيه ، أبو حرب ، أمير ، كانت إقامته بالبصرة ، ولاه معاوية سجستان سنة ٥٣ ه ، فغزا بلاد الهند ، وكان في الشام أيام عبد الملك بن مروان ، توفي سنة ١٠٠ ه / ٧١٨ م.