ولاة خراسان
أول من دخل خراسان عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس كتب إليه عثمان بن عفان في سنة ثلاثين وكان يومئذ على البصرة ، وكتب إلى سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس (١) ، وكان عامله بالكوفة يأمرهما بالنفوذ إلى خراسان ويقول لكل واحد منهما أنه إن سبق إلى خراسان فهو أمير عليها ، وكان قد صار إلى عبد الله بن عامر كتاب ملك طوس فقال له : أنا أسبق بك على أن تملكني على نيسابور ، فسبق به فكتب له كتابا هو عند ولده إلى هذه الغاية ، فافتتح عبد الله بن عامر عدة كور من خراسان في سنة إحدى وثلاثين ، وكان على مقدمته عبد الله بن حازم السلمي ، وكان معه الأحنف بن قيس التميمي ، ثم انصرف عبد الله بن عامر وولي خراسان قيس بن الهيثم بن أسماء بن الصلت السلمي وخلف معه الأحنف بن قيس ، ثم ولى عبد الله حاتم بن النعمان الباهلي فأقام بخراسان يفتح ويغزو حتى قتل عثمان سنة خمس وثلاثين.
وولى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام على خراسان جعدة بن هبيرة بن عمرو بن عائذ المخزومي وكان قد قدم على علي بن أبي طالب عليه السّلام ، وهو بالبصرة ماهويه مرزبان مرو فصالحه ، وكتب له كتابا وهو بمرو إلى هذه الغاية ، ولما قتل علي عليه السّلام ولى معاوية عبد الله بن عامر خراسان فوجه إليها ابن عامر عبد الله بن خازم السلمي وعبد الرحمن بن سمرة فسارا جميعا وحطا على بلخ حتى افتتحاها.
__________________
(١) سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس ، الأموي ، القرشي ، صحابي من الأمراء الولاة الفاتحين ، ولد سنة ٣ ه / ٦٢٤ م ، وربي في حجر عمر بن الخطاب ، وولاه عثمان الكوفة وهو شاب ، فلما بلغها خطب في أهلها ، فنسبهم إلى الشقاق والخلاف ، فشكوه إلى عثمان بن عفان فاستدعاه إلى المدينة ، فأقام فيها إلى أن كانت الثورة ، فدافع سعيد عن عثمان وقاتل دونه إلى أن قتل عثمان ، فخرج إلى مكة فأقام إلى أن ولي معاوية الخلافة ، فعهد إليه بولاية المدينة ، فتولّاها إلى أن مات ، وهو فاتح طبرستان ، وأحد الذين كتبوا المصحف لعثمان ، اعتزل فتنتي الجمل وصفين ، وكان قويا ، فيه تجبّر وشدّة ، سخيّا ، فصيحا ، وما زالت آثار قصره شاخصة في المدينة إلى اليوم ، قيل : توفي سنة ٥٣ ه ، وقال الذهبي في تاريخ الإسلام ـ حوادث سنة ٥٩ ـ «فيها توفي سعيد بن العاص الأموي على الصحيح».