بخراسان حتى وثب الحجاج بيزيد بن المهلب وحبسه.
ولما وثب الحجاج بيزيد بن المهلب كتب إلى قتيبة بن مسلم الباهلي وكان عامله بالرّيّ بولاية خراسان وأمره أن يقبض على المفضل وسائر آل المهلب فيحملهم إليه في الأصفاد ففعل ذلك.
وقدم قتيبة بن مسلم خراسان فحمل آل المهلب إلى الحجاج وصار إلى بخارا (١) فافتتحها ، ثم صار إلى الطالقان وقد عصي «باذام» ، فحاربه حتى ظفر به وقتله.
وولي الوليد بن عبد الملك وقتيبة بخراسان وقد جل أمره وقوي على البلد وقتل «نيزك طرخان» ، وسار إلى خوارزم ، ثم سار إلى سمرقند ففتحها وصالح «غوزك» إخشيد سمرقند.
وولي سليمان بن عبد الملك وتوفي الحجاج قبل ذلك بشهور فولى يزيد بن المهلب العراق وأمره أن يقصد أسباب الحجاج ، فلما بلغ قتيبة ابن مسلم أراد أن يخلع ، فوثب عليه وكيع بن أبي سود التميمي فقتله ، وهو لا يشك أن سليمان يوليه خراسان فلم يفعل.
وولي سليمان يزيد بن المهلب خراسان مع العراق ، فشخص يزيد بن المهلب إلى خراسان بنفسه فتتبع أصحاب قتيبة وحبس وكيع بن أبي سود وناله بكل مكروه.
وخالفت كور خراسان على يزيد بن المهلب ففرق أخوته وولده في كور خراسان وولاهم أعمالها.
وولي عمر بن عبد العزيز بن مروان فلما بلغ يزيد ولايته شخص من خراسان واستخلف بها مخلدا ابنه وتحمل بجميع أمواله ، فأشار عليه قوم أن لا يفعل فلم يقبل ووافى البصرة ، وقد عزله عمر بن عبد العزيز وولى عدي بن أرطاة الفزاري فأخذه عدي بالشخوص إلى عمر فشخص فحبسه.
وولى عمر بن عبد العزيز الجراح بن عبد الله الحكمي (٢) خراسان وأمره أن يأخذ
__________________
(١) وردت في المتن «بخارا» بالألف الممدودة وضبطها صاحب معجم البلدان بالألف المقصورة ، وكذا شأنها في معظم كتب البلدان.
(٢) الجراح بن عبد الله الحكمي ، أبو عقبة ، أمير خراسان ، وأحد الأشراف الشجعان ، دمشقي الأصل والمولد ، ولي البصرة للحجّاج ، ثم خراسان وسجستان لعمر بن عبد العزيز ، وعزله لشدّة بلغته عنه ، فأقام إلى أن ولاه يزيد بن عبد الملك إمارة أرمينة وأذربيجان فانصرف إليها ـ