لعمر ابن هبيرة الفزاري فولى خراسان مسلم بن سعيد بن أسلم بن زرعة الكلابي فقدم خراسان ، فغزا فلم يعمل شيئا وقاتله أهل فرغانة حتى هزموه.
وولي هشام بن عبد الملك بن مروان ، وقد ظهر بخراسان دعاة لبني هاشم فولى خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد بن كرز القسري العراق وخراسان وأمره أن يوجه إلى خراسان من يثق به ، فوجه خالد أخاه أسد بن عبد الله (١) فبلغه خبرهم ، فأخذ جماعة اتهمهم فقطع أيديهم وأرجلهم ، وبلغ هشاما اضطراب خراسان فولى من قبله أشرس بن عبد الله السلمي (٢) ، ثم عزله وولى الجنيد بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث بن خارجة بن سنان المري (٣) ، ثم عزله وولى عاصم بن عبد الله بن يزيد الهلالي وبلغ هشاما أن خراسان قد افتتنت فضمها ثانية إلى خالد بن عبد الله القسري فوجه إليها أخاه أسد بن عبد الله ، ومات أسد بن عبد الله بخراسان واستخلف عليها جعفر بن حنظلة البهراني من أهل الشام.
وعزل هشام خالد بن عبد الله عن العراق ، وولى يوسف بن عمر الثقفي وأمره أن يوجه إليه برجل له علم بخراسان فوجه إليه بعبد الكريم بن سليط بن عطية الحنفي فسأله عن خراسان وحالها ورجالها فجعل يقص عليه حتى أسمى له نصر بن سيار الليثي
__________________
ـ هشام بالعودة إليه ، توفي سنة ١١٢ ه / ٧٣٠ م.
(١) أسد بن عبد الله القسري البجلي ، أمير من الأجواد الشجعان ، ولد ونشأ في دمشق ، وولاه أخوه خالد بن عبد الله خراسان سنة ١٠٨ ه ، فأقام فيها زمنا ، وجدّد بناء بلخ وأنزل بها جيشه ، ثم اختارها لإقامته ، وكان دهاقنة الفرس راضين عنه وعن حكمه ، وأسلم على يديه سامان ، جد السامانيين ، وسمّى أسدا على اسمه ، وفي أيامه جاشت الترك في خراسان سنة ١١٧ ه ، وأغاروا حتى أتوا مرو الروذ ، فسار إليهم أسد ، فكانت له وقائع معهم انتهت بهزيمتهم توفي سنة ١٢٠ ه / ٧٣٨ م في بلخ.
(٢) أشرس بن عبد الله السلمي ، أمير من الفضلاء ، كانوا يسمّونه الكامل ، لفضله ، ولاه هشام بن عبد الملك إمارة خراسان سنة ١٠٩ ه ، فقدمها وسرّ به الناس ، واستمر إلى سنة ١١٢ ه ، قال الذهبي : «فيها ـ أي هذه السنة ـ غزا المسلمون مدينة فرغانة وعليهم أشرس بن عبد الله السلمي ، فالتقاهم الترك وأحاطوا بالمسلمين ، وبلغ الخبر هشام بن عبد الملك فبادر بتولية جنيد بن عبد الرحمن المري على بلاد ما وراء النهر ليحفظ ذلك الثغر. وكانت وفاته سنة ١١٢ ه / ٧٣٠ م.
(٣) الجنيد بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث بن خارجة بن سنان المري الدمشقي ، أمير خاسان ، وأحد الشجعان الأجواد الممدوحين ، ولاه هشام بن عبد الملك سنة ١١١ ه ، فثبت في الولاية إلى أن مات في خراسان سنة ١١٥ ه / ٧٣٣ م.