المهدي المسيب في آخر خلافته ، وولى خراسان الفضل بن سليمان الطوسي فلم يزل عليها حتى مات المهدي.
وفي خلافة موسى ولى هارون الرشيد خراسان جعفر بن محمد بن الأشعث الخزاعي ففلج ومات ، وولى مكانه ابنه العباس بن جعفر بن الأشعث ، ثم عزله وولى الغطريف بن عطاء وكان خال الرشيد فلم يضبط خراسان فعزله ، وولى حمزة بن مالك بن الهيثم الخزاعي (١) ثم عزله ، وولى الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك فصار إلى بلخ وافتتح عدة كور من طخارستان ، وكابل شاه ، وشقنان.
ثم عزل الفضل بن يحيى بن خالد ، وولى علي بن عيسى بن ماهان وكان على شرطة الرشيد وقدم علي بن عيسى خراسان وقد خرج أبو عمرو الشاري فحاربه حتى قتله.
ثم خرج على علي بن عيسى بن ماهان حمزة الشاري ببادغيس فنهض إليه علي بن عيسى فهزمه واتّبعه حتى صار إلى كابل فحاربه حتى قتله.
وخرج عليه بعد حمزة أبو الخصيب بباورد فحاربه وقتله ، وصار إلى علي بن عيسى أموال جليله ، وكان علي قد وجه برافع بن الليث بن نصر بن سيار بن رافع الليثي (٢) على سمرقند فعصى رافع واشتدت شوكته وقوي أمره ، وبلغ الرشيد أن هذا تدبير من علي بن عيسى ، فوجه إليه هرثمة بن أعين (٣) فقبض عليه وحمله في الحديد
__________________
(١) حمزة بن مالك الخزاعي ، شجاع ، ثائر ، امتنع بالجزيرة في أيام الهادي العباسي ، فسيّر إليه عامل الجزيرة جيشا قاتله على مقربة من الموصل ، فهزمه حمزة وغنم أمواله ، وقوي أمره ، فأتى رجلان وصحباه ، ثم قتلاه غيلة سنة ١٦٩ ه / ٧٨٥ م.
(٢) رافع بن الليث بن نصر بن سيّار بن رافع الليثي ، ثائر من بيت إمارة ورياسة ، كان مقيما فيما وراء النهر بسمرقند ، وناب فيها أيام الرشيد العباسي ، وعزل وحبس بسبب امرأة ، وهرب من الحبس فقتل العامل على خراسان واستولى عليها سنة ١٩٠ ه ، وخلع طاعة الرشيد ، ودعا إلى نفسه ، وسار إليه نائب خراسان علي بن عيسى ، فظفر رافع ، وتوجّه إليه الرشيد سنة ١٩٢ ه ، وانتدب لقتاله هرثمة نائب العراق ، فانهزم رافع سنة ١٩٣ ه ، وضعف أمره ، واختلف المؤرّخون في مصيره ، قال ابن الأثير : أدام المأمون هرثمة على حصار سمرقند حتى فتحها وقتل رافع وجماعة من أقربائه سنة ١٩٥ ه / ٨١١ م.
(٣) هرثمة بن أعين ، أمير من القادة الشجعان ، له عناية بالعمران ، بنى في أرمينية وأفريقيا وغيرهما ، ولاه الرشيد مصر سنة ١٧٨ ه ، ثم وجهه إلى أفريقيا لإخضاع عصاتها ، فدخل القيروان سنة ١٧٩ ه ، ولقي من أهلها ما يحبّ ، فأحسن معاملتهم ، وتقدّم في جيش كثيف ـ