الربع القبلي
من أراد من بغداد إلى الكوفة وإلى طريق الحجاز ، والمدينة ، ومكة ، والطائف (١) ، من بغداد إلى الكوفة ثلاثون فرسخا وهي ثلاث مراحل ، أولها قصر ابن هبيرة على اثني عشر فرسخا من بغداد كان يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري ابتناه في أيام مروان بن محمد بن مروان (٢) ، وابن هبيرة يومئذ عامل مروان على العراق وأراد البعد من الكوفة.
وهي مدينة عامرة جليلة ينزلها العمال والولاة ، وأهلها أخلاط من الناس وهي على نهر يأخذ من الفرات يقال له : الصراة ، وبين قصر ابن هبيرة ، وبين معظم الفرات مقدار ميلين إلى جسر على معظم الفرات يقال له : جسر سورا.
ومن قصر ابن هبيرة إلى موضع يقال له : سوق أسد (٣) غربي الفرات في الطسوج
__________________
(١) الطائف : عمّرها حسين بن سلامة وسدّها ابنه ، وهي قرب مكّة ، والطائف هو وادي وجّ وهو بلاد ثقيف ، بينها وبين مكة اثنا عشر فرسخا. (معجم البلدان ج ٤ / ص ١٠).
(٢) مروان بن محمد بن الحكم ، أبو عبد الملك ، القائم بحق الله ، ويعرف بالجعدي وبالحمار ، آخر ملوك بني أمية في الشام ، ولد بالجزيرة سنة ٧٢ ه / ٦٩٢ م ، وأبو متوليها ، وغزا سنة ١٠٥ ه ، فافتتح قونية وغيرها ، وولاه هشام بن عبد الملك على أذربيجان ، وأرمينية ، والجزيرة سنة ١١٤ ه ، وخاض حروبا كثيرة ، ولما قتل الوليد بن يزيد سنة ١٢٦ ه ، وظهر ضعف الدولة الأموية في الشام دعا الناس وهو بأرمينية إلى البيعة له ، فبايعوه فيها ، وزحف بجيش كثيف في أيام إبراهيم بن الوليد ، قاصدا الشام ، فخلع إبراهيم واستوى على عرش بني مروان سنة ١٢٧ ه ، وفي أيامه قويت الدولة العباسية ، وتقدم جيش قحطبة بن شبيب الطائي إلى طوس يريد الإغارة على الشام ، فسار إليه مروان بعسكره ، ونزل بالزّاب بين الموصل وإربل ، وتصاول الجمعان ، فانهزم جيش مروان ، ففرّ إلى الموصل ، ومنها إلى حرّان فحمص فدمشق ففلسطين ، وانتهى إلى بوصير من أعمال مصر ، فقتل فيها ، قتله عامر أو عمرو بن إسماعيل المرادي الجرجاني ، وحمل رأسه إلى السفاح العباسي ، سنة ١٣٢ ه / ٧٥٠ م.
(٣) سوق أسد بالكوفة منسوبة إلى أسد بن عبد الله القسري أخي خالد بن عبد الله أمير العراقين.(معجم البلدان ج ٣ / ص ٣٢٢).