أخو الصفار. فأقام آل طاهر ولاة خراسان خمسا وخمسين سنة وليها منهم خمسة أمراء ومع انقضاء الدول تزول الأمور وتتغير الأحوال ويقع العجز ويظهر التقصير وكان خراج خراسان يبلغ في كل سنة من جميع الكور أربعين ألف ألف درهم سوى الأخماس التي ترتفع من الثغور ينفقها آل طاهر كلها فيما يرون ويحمل إليهم بعد ذلك من العراق ثلاثة عشر ألف ألف سوى الهدايا.
فهذا ربع المشرق قد ذكرنا منه ما حضرنا ذكره ، وعلمنا خبره ووصفنا أحواله.
فلنذكر الآن ربع القبلة وما فيه وبالله التوفيق.
__________________
ـ كلّها ، وهي : خراسان ، وأصبهان ، وسجستان ، والسند ، وكرمان ، فأقام ست سنين ، وعزله المعتمد سنة ٢٧١ ه ، فامتنع ، فسيّر إليه جيشا ، فانهزم الصفّار إلى كرمان ، ثم قاتل عسكر الموفّق سنة ٢٧٤ ه ، ورده عن كرمان وسجستان ، ورضي عنه المعتمد سنة ٢٧٦ ه ، فولاه شرطة بغداد ، وكتب اسمه على الأعلام ، وولاه المعتضد خراسان بعد وفاة المعتمد سنة ٢٧٩ ه ، وأضاف إليه الرّيّ سنة ٢٨٤ ه ، ثم ولاية ما وراء النهر ، قال ابن الجوزي في حوادث سنة ٢٨٦ ه : «ووردت يوم الخميس لثمان بقين من جمادى الآخرة هدية عمرو بن الليث من نيسابور ، وكان مبلغ المال الذي وجه به أربعة آلاف ألف درهم ، مع عشرين من الدواب بسروج ولجم محلاة ، ومئة وعشرين دابة بجلال مشهرة ، وكسوة حسنة وطيب وبزاة وطرف» ، وعظمت مكانته عند المعتضد ، فطلب إليه أن يوليه ما وراء النهر ، فجاءه اللواء بذلك ، وهو بنيسابور ، وامتنع عليه إسماعيل بن أحمد الساماني ، وكان والي ما وراء النهر ، فنشبت بينهما معارك انتهت بظفر الساماني في بلخ ، وأسر الصفّار سنة ٢٨٧ ه ، فبعث المعتضد إلى الساماني بولاية خراسان ، وأمر بالصفار فجيء به إلى بغداد ، فسجن فيها إلى أن توفي سنة ٢٨٩ ه / ٩٠٢ م ، وقيل : خنق ، قبل الموت المعتضد بيسير.