ومن العلاقي إلى أرض البجة الذين يقال لهم : الزنافجة خمس وعشرون مرحلة.
والمدينة التي يسكنها ملك الزنافجة يقال لها : بقلين وربما صار المسلمون إليها للتجارات ، ومذهبهم مثل مذهب الحداربة وليس لهم شريعة إنما كانوا يعبدون صنما يسمونه «ححاخوا». فأما مدن مصر التي بأسفل الأرض فأولها مدينة أتريب (١) ولها كورة واسعة وبها القرية المعروفة بينها التي بها العسل الموصوف ، ثم مدينة عين شمس (٢) وهي مدينة قديمة يقال : إن بها مساكن لفرعون وبها آثار عجيبة ، وفيها مسلتان شاهقتان عظيمتان من حجارة صلدة مكتوب عليها باللسان القديم يقطر من رأس إحداهما ماء لا يدرى ما سببه ، ثم مدينة نتو ، ومدينة بسطة ، ومدينة طرابية ، ومدينة قربيط ، ومدينة صان ، ومدينة إبليل ، هذه التسع المدن تسمى كور الحوف.
ثم مدينة بنا وهي مدينة جليلة قديمة ومدينة بوصير وهي نظيرة بنا في العظم والجلالة ، ومدينة سمنود ، ومدينة نوسا ، ومدينة الأوسية وهي مدينة دميرة ، ومدينة البجوم ، وهذه الست المدن في الجانب الشرقي من النيل تسمى كور بطن الريف.
ومدينة سخا ، ومدينة تيدة ، ومدينة الإفراحون ، ومدينة طوّة ، ومدينة منوف السفلى ، وهذه المدن والكور السبع في جزيرة من النيل بين خليج دمياط وخليج الغرب. فأما المدن التي على ساحل البحر المالح فأولها الفرما وهي المدينة القديمة التي ندخل إلى مصر منها ، ثم مدينة تنيس يحيط بها البحر الأعظم المالح وبحيرة يأتي ماؤها من النيل وهي مدينة قديمة تعمل بها الثياب الرفيعة الصفاق والرقاق من الدبيقي والقصب والبرود والمخمل والوشي وأصناف الثياب ، وبها مرسى المراكب الواردة من الشام والمغرب (٣) ، ثم مدينة شطا (٤) وهي على ساحل البحر وبها تعمل الثياب الشروب
__________________
(١) أتريب : اسم كورة في شرقي مصر مسمّاة بأتريب بن مصر بن بيصر بن حام بن نوح ، عليه السّلام ، وقصبة هذه الكورة عين شمس. (معجم البلدان ج ١ / ص ١١١).
(٢) عين شمس : اسم مدينة فرعون موسى بمصر ، بينها وبين الفسطاط ثلاثة فراسخ ، ليست على شاطىء النيل ، كانت مدينة كبيرة ، وهي من عجائب مصر ، وهي هيكل الشمس ، وبها قدّت زليخا على يوسف عليه السّلام القميص. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٢٠٢).
(٣) المغرب : ضد المشرق ، وهي بلاد واسعة كثيرة ووعثاء شاسعة. قال بعضهم حدّها من مدينة مليانة ، وهي آخر حدود أفريقيا إلى آخر جبال السوس التي وراءها البحر المحيط ، وتدخل فيه جزيرة الأندلس. (معجم البلدان ج ٥ / ص ١٨٨).
(٤) شطا : بليدة بمصر ، وهي على ثلاثة أميال من دمياط على ضفة البحر الملح ، وبها يعمل الثوب الرفيع الذي يعرف بالشطوي أو الثياب الشطويّة ، ويبلغ ثمن الثوب ألف درهم ولا ـ