الشطوية ، ثم مدينة دمياط (١) وهي على ساحل البحر وإليها ينتهي ماء النيل ، ثم يفترق من دمياط فيخرج بعضه إلى بحيرة تنيس وهي بحيرة تجري فيها السفن والمراكب العظام ويجري باقي ماء النيل إلى البحر المالح وتعمل بدمياط الثياب الصفاق الدبيقية والثياب الشروب والقصب.
وبورة وهي حصن على ساحل البحر من عمل دمياط تعمل بها الثياب والقراطيس ، ثم حصن نقيزة على ساحل البحر ، ثم مدينة البرلس (٢) على ساحل البحر المالح وهي موضع الرباط ، ثم مدينة رشيد (٣) ، وهي مدينة عامرة آهلة لها ميناء يجري فيه ماء النيل إلى البحر المالح وتدخله المراكب من البحر حتى تصير في النيل.
ومدينة إخنو (٤) وهي على ساحل البحر والمدينة يقال لها وسيمة يعمل بها القراطيس ، ثم مدينة الإسكندرية العظيمة الجليلة التي لا توصف سعة وجلالة وكثرة آثار الأولين.
ومن عجائب الآثار التي بها المنارة التي على ساحل البحر على فوهة الميناء الأعظم وهي منارة متقنة محكمة طولها مائة وخمس وسبعون ذراعا وعليها مواقيد توقد فيها النيران إذا نظر النواظير إلى مراكب في البحر على مسافة بعيدة وبها مسلتان من حجارة مجزعة على سرطانات نحاس وعليها كتاب قديم وآثارها وعجائبها كثيرة ولها خليج يدخله الماء العذب من النيل ، ثم يصب في البحر المالح.
وللإسكندرية من الكور مما ليس على ساحل البحر المالح وهو على ساحل
__________________
ـ ذهب فيه. (معجم البلدان ج ٣ / ص ٣٨٨).
(١) دمياط : مدينة قديمة بين تنّيس ومصر على زاوية بين بحر الروم والنيل ، مخصوصة بالهواء الطيب وعمل ثياب الشرب الفائق ، وجاء في الحديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : «يا عمر إنه سيفتح على يديك بمصر ثغران الإسكندرية ودمياط ، فأما الإسكندرية فخرابها من البربر ، وأما دمياط فهم صفوة من شهداء من رابطها ليلة كان معي في حظيرة القدس مع النبيين والشهداء». ومن شمالي دمياط يصبّ ماء النيل إلى البحر المالح في موضع يقال له الأشتوم. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٥٣٧).
(٢) البرلّس : بليدة على شاطىء نيل مصر قرب البحر من جهة الإسكندرية. (معجم البلدان ج ١ / ص ٤٧٨).
(٣) رشيد : بليدة على ساحل البحر والنيل قرب الإسكندرية. (معجم البلدان ج ٣ / ص ٥٢).
(٤) إخنو : ضبطها صاحب معجم البلدان إخنا ، وفي فتوح البلدان ضبطت بالجيم ، وهي مدينة قديمة ذات عمل منفرد. (معجم البلدان ج ١ / ص ١٥١).