والزيتون فالمدينة العظمى يقال لها توزر (١) وبها ينزل العمال ، والثانية يقال لها الحامة ، والثالثة تقيوس (٢) ، والرابعة نفطة (٣) ، وحول هذه المدن أربع سباخ ، وأهل هذه المدن قوم عجم من الروم القدم والأفارقة والبربر ، ومن مدائن قسطيلية إلى مدائن نفزاوة (٤) ثلاث مراحل.
ونفزاوة عدة مدن فالمدينة العظمى التي ينزلها العمال يقال لها بشرة وبها قوم من الأفارقة القدم ومن البربر يحيط بالمدائن التي تلي القبلة الرمال.
ومما يلي القبلة من القيروان بلد يقال له الساحل ـ ليس بساحل بحر ـ كثير السواد من الزيتون والشجر والكروم وهي قرى متصلة بعضها في بعض كثيرة ، ولهذا البلد مدينتان يقال لإحداهما سه وللأخرى قبيشة.
ومن بلد الساحل إلى مدينة يقال لها أسفاقس (٥) يكون من سه وقبيشة على مرحلتين وهي على ساحل البحر يضرب البحر المالح سورها وهي آخر بلد الساحل.
ومن أسفاقس إلى موضع يقال له بنزرت (٦) مسيرة ثمانية أيام وفي جميع المراحل حصون متقاربة ينزلها العباد والمرابطون.
__________________
(١) توزر : مدينة في أقصى أفريقيا من نواحي الزاب الكبير من أعمال الجريد ، معمورة ، بينها وبين نفطة عشرة فراسخ ، أرضها سبخة ، بها نخل كثير. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٦٧).
(٢) تقيوس : مدينة بأفريقيا قريبة من توزر. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٤٤).
(٣) نقطة : مدينة بأفريقيا من أعمال الزاب الكبير ، وأهلها شراة إباضية وهبيّة متمرّدون ، وبين نقطة ومدينة توزر مرحلة وبينها وبين قفصة مرحلتان. (معجم البلدان ج ٥ / ص ٣٤٢).
(٤) نفزاوة : مدينة في أفريقيا ، قال البكري : تسير من القيروان إلى نفزاوة مسيرة ستة أيام نحو المغرب ، وبالنفزاوة عين تسمّى بالبربرية تاورغي ، وهي عين كبيرة لا يدرك قعرها ، ولمدينة نفزاوة سور صخر وطوب ولها ستة أبواب وفيها جامع وأسواق حافلة وحمّام ، وهي كثيرة النخل والثمار وحواليها عيون كثيرة وفي قبلتها مدينة أزلية تعرف بالمدينة. (معجم البلدان ج ٥ / ص ٣٤٢).
(٥) أسفاقس : اسم مدينة من نواحي أفريقيا ، إذا خرجت من قابس تريد الغرب جئتها ، ومنها إلى المهدية ، والغالب على غلّتها الزيتون. (معجم البلدان ج ١ / ص ٢٠٠).
(٦) بنزرت : مدينة بأفريقيا بينها وبين تونس يومان ، وهي من نواحي شطفورة ، مشرفة على البحر ، وتنفرد بنزرت ببحيرة تخرج من البحر الكبير إلى مستقرّ تجاهها ، يخرج منها في كل شهر صنف من السمك لا يشبه السمك الذي خرج في الشهر الذي قبله إلى انقضاء الشهر ، ثم صنف آخر وهكذا. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٥٩٢).