خلقا عظيما. ومن ساحل تونس يعبر إلى جزيرة الأندلس ، وقد ذكرنا جزيرة الأندلس وأحوالها عند ذكرنا تاهرت.
ومن القيروان إلى مدينة باجة (١) ثلاث مراحل ، ومدينة باجة مدينة كبيرة عليها سور حجارة قديم وبها قوم من جند بني هاشم القدم وقوم من العجم ، ويلي مدينة باجة قوم من البربر يقال هم وزداجة ممتنعين لا يؤدون إلى ابن الأغلب طاعة.
ومن القيروان إلى مدينة الأربس (٢) مرحلتان وهي مدينة كبيرة عامرة بها أخلاط من الناس.
ومن القيروان إلى مدينة يقال لها مجانه أربع مراحل ، وبهذه المدينة معادن الفضة والكحل والحديد والمرتك والرصاص بين جبال وشعاب وأهلها قوم يقال لهم السناجرة يقال إن أولهم من سنجار من ديار ربيعة وهم جند للسلطان وبها أصناف من العجم من البربر وغيرهم.
ومن القيروان مما يلي القبلة إلى بلاد قمودة وهو بلد واسع فيه مدن وحصون ، والمدينة التي ينزلها العامل في هذا الوقت مذكورة ، والمدينة القدية العظمى التي هي يقال لها سبيطلة وهي التي افتتحت في أيام عثمان بن عفان وحصرها عبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن الزبير وأمير الجيش عبد الله بن سعد بن أبي سرح سنة سبع وثلاثون.
ومن قمودة إلى مدينة قفصة وهي مدينة حصينة عليها سور حجارة وفيها عيون ماء داخل المدينة وهي مفروشة بالبلاط وحولها عمارة كثيرة وثمار موصوفة.
ومن قفصة إلى مدائن قسطيلية (٣) وهي أربع مدائن في أرض واسعة لها النخل
__________________
(١) باجة : بلدة بأفريقيا تعرف بباجة القمح ، سمّيت بذلك لكثرة القمح فيها ، بينها وبين تنس يومان ، وهي كثيرة الأنهار ، وهي على جبل يقال له عين الشمس. (معجم البلدان ج ١ / ص ٣٧٣).
(٢) الأربس : مدينة وكورة بأفريقيا ، وكورتها واسعة ، وأكثر غلّتها الزعفران ، وبها معدن حديد ، وبينها وبين القيروان ثلاثة أيام من جهة المغرب. (معجم البلدان ج ١ / ص ١٦٥).
(٣) قسطيلية : مدينة بالأندلس وهي حاضرة نحو كورة إلبيرة ، كثيرة الأشجار متدفّقة الأنهار تشبه دمشق ، وهي مدينة كبيرة عليها سور حصين ، وبها تمر قسب كثير يجلب إلى أفريقيا ، لكن ماءها غير طيّب ، وسعرها غال ، وأهلها شراة ، وهبيّة ، وإباضية. (معجم البلدان ج ٤ / ص ٣٩٦).