وقسّمت القطائع في هذا الجانب وهو يعرف بعسكر المهدي (١) كما قسمت في جانب المدينة ، وتنافس الناس في النزول على المهدي لمحبتهم له ولاتساعه عليهم بالأموال والعطايا ولأنه كان أوسع الجانبين أرضا لأن الناس سبقوا إلى الجانب الغربي وهو جزيرة بين دجلة والفرات فبنوا فيه ، وصار فيه الأسواق والتجارات ، فلما ابتدي البناء في الجانب الشرقي امتنع على من أراد سعة البناء فأول القطائع على رأس الجسر لخزيمة بن خازم التميمي وكان على شرطة المهدي.
ثم قطيعة إسماعيل بن علي بن عبد الله بن العباس ابن عبد المطلب ، ثم قطيعة العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ابن عبد المطلب لأنه جعل قطيعته في الجانب الغربي بستانا ، ثم قطيعة السري بن عبد الله بن الحارث بن العباس بن عبد المطلب ، ثم قطيعة قثم بن العباس بن [عبيد](٢) الله بن العباس بن عبد المطلب (٣) عامل أبي جعفر على اليمامة ، ثم قطيعة الربيع مولى أمير المؤمنين لأنه جعل قطيعته بناحية الكرخ أسواقا ومستغلات فأقطع مع المهدي وهو قصر العضل بن الربيع والميدان (٤) ، ثم قطيعة جبريل بن يحيى البجلي ، ثم قطيعة أسد بن عبد الله الخزاعي (٥) ، ثم قطيعة مالك بن الهيثم الخزاعي (٦) ، ثم قطيعة سلم بن قتيبة
__________________
(١) عسكر المهدي : وهو محمد بن المنصور أمير المؤمنين ، وهي المحلة المعروفة اليوم ببغداد بالرصافة من محال الجانب الشرقي ، وقال ابن الفقيه : وبنى المنصور الرصافة في الجانب الشرقي للمهدي ، وكانت الرصافة تعرف بعسكر المهدي لأنه عسكر بها حين شخص إلى الرّيّ ، فلما قدم من الرّيّ نزل الرصافة ، وذلك سنة ١٥١ ه. (معجم البلدان ج ٤ / ص ١٤٠).
(٢) وردت في الأصل : «عبد» ولعلّ الصحيح ما أثبتناه.
(٣) قثم بن العباس بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب ، أمير ، ولاه المنصور العباسي إمرة اليمامة سنة ١٤٣ ه ، فأقام فيها إلى أن توفي المنصور وولي المهدي ، فكتب المهدي بعزله ، فوصل الكتاب إلى اليمامة بعد وفاته سنة ١٥٩ ه / ٧٧٦ م.
(٤) الميدان : محلة ببغداد ينسب إليها جماعة من العلماء ، والميدان محلة بشرقي بغداد بباب الأزج. (معجم البلدان ج ٥ / ص ٢٨٠).
(٥) أسد بن عبد الله الخزاعي ، أمير من الشجعان ، الأجواد ، عاش في العصر العباسي الأوّل وكان مقرّبا من أمير المؤمنين.
(٦) مالك بن الهيثم الخزاعي ، من نقباء بني العباس ، خرج على بني أمية سنة ١١٧ ه ، هو وسليمان بن كثير وموسى بن كعب والاهز بن قريط وخالد بن إبراهيم ، وطلحة بن زريق ، ودعوا لبيعة بني العباس ، وظهر أمرهم ، فقبض عليهم أسد بن عبد الله القسري أمير خراسان ، وأطلق مالك ، فكان بعد ذلك مع أبي مسلم الخراساني ، توفي بعد مقتل أبي مسلم سنة ١٣٧ ه / ٧٥٥ م.