قطيعة ثابت بن موسى الكاتب على خراج الكوفة وما سقى الفرات ، ثم قطيعة عبد الله بن زياد بن أبي ليلى الخثعمي الكاتب على ديوان الحجاز ، والموصل ، والجزيرة ، وأرمينية ، وآذربيجان.
ثم قطيعة عبيد الله بن محمد بن صفوان القاضي ، ثم قطيعة يعقوب بن داود السلمي (١) الكاتب الذي كتب للمهدي في خلافته ، ثم قطيعة منصور مولى المهدي وهو الموضع الذي يعرف بباب المقير ، ثم قطيعة أبي هريرة محمد بن فروخ القائد بالموضع المعروف بالمخرّم (٢) ، ثم قطيعة معاذ بن مسلم الرازي (٣) جد إسحاق بن
__________________
(١) يعقوب بن داود بن عمر السلمي بالولاء ، أبو عبد الله ، كاتب من أكابر الوزراء. كان يكتب لإبراهيم بن عبد الله بن الحسن المثنى ، وخرج إبراهيم على المنصور العباسي بالبصرة ، فظفر به المنصور وقتله سنة ١٤٥ ه ، وحبس يعقوب ، ثم أطلق بعد وفاة المنصور ، فتقرّب من المهدي ، وعلت منزلته عنده ، حتى صدر مرسوم إلى الدواوين يقول : إن أمير المؤمنين المهدي قد آخى يعقوب بن داود. واستوزره سنة ١٦٣ ه ، فغلب على الأمور كلها ، وقصدته الشعراء بالمدائح ، وكثر حسّاده ، وتتابعت الوشايات فيه ، وسقط عن برذون ، فانكسرت ساقه ، فعاده المهدي في اليوم الثاني ، وانتهز الوشاة فرصة غيابه عن العمل ، فذكروا للمهدي صلته الأولى بالعلويين ، فيقال : إنه أراد اختباره فطلب منه أن يريحه من شخص سمّاه له من العلويين ، فاكتفى يعقوب بأن وكل إلى أحد رجاله بالعلوي وأعطاه مالا ، وأوعز إليه بالرحيل والاختفاء ، وبعد مدّة سأله المهدي عنه ، فقال : مات. وعرف المهدي أنه يكذب عليه ، فانفجر سخطه ، وعزله سنة ١٦٧ ه ، وأمر بحبسه في المطبق ، وصادر أمواله ، ومكث بالحبس إلى أن مضت خمس سنوات وشهور من ولاية هارون الرشيد فأخرج سنة ١٧٥ ه ، وقد ذهب بصره ، ورد عليه الرشيد ماله ، وخيّره في الإقامة حيث يريد ، فاختار مكة ، فأذن له ، فأقام بها إلى أن مات سنة ١٨٧ ه / ٨٠٣ م.
(٢) المخرّم : هو اسم رجل ، وهو كثير التخريم ، وهو إنفاذ الشيء إلى شيء آخر ، بضم أوله ، وفتح ثانيه ، وكسر الراء وتشديدها ، وهي محلّة كانت ببغداد بين الرصافة ونهر المعلّى وفيها كانت الدار التي يسكنها سلاطين البويهيّة ، والسلجوقية خلف الجامع المعروف بجامع السلطان ، خرّبها الإمام الناصر لدين الله في سنة ٥٨٧ ه ، وكانت هذه المحلة بين الزاهر والرصافة ، هي منسوبة إلى مخرّم بن يزيد بن شريح بن مخرّم بن مالك بن ربيعة بن الحارث بن كعب كان ينزله أيام نزول العرب السواد في بدء الإسلام قبل أن تعمر بغداد بمدة طويلة فسمّي الموضع باسمه ، وقيل : إن قوما من بني الحارث بن كعب يقولون إن المخرّم إقطاع من عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الإسلام لمخرّم بن شريح بن محرم بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب. ذكر ذلك في كتاب أنساب البلدان وعلى الحاشية بخطّ جحجح : الذي رويناه أن كسرى أقطعه إيّاها.
(٣) معاذ بن مسلم : الرازي الهرّاء ، أبو مسلم ، أديب معمّر ، له شعر ، من أهل الكوفة ، عرف ـ