يحيى بن معاذ (١) ، ثم قطيعة الغمر بن العباس الخثعمي صاحب الجر ، ثم قطيعة سلام مولى المهدي بالمخرّم وكان يلي المظالم ، ثم قطيعة عقبة بن سلم الهنائي ، ثم قطيعة سعيد الحرشي في مربعة الحرشي ، ثم قطيعة مبارك التركي ، ثم قطيعة سوار مولى أمير المؤمنين ورحبة سوار ، ثم قطيعة نازي مولى أمير المؤمنين صاحب الدواب وإصطبل نازي ، ثم قطيعة محمد بن الأشعث الخزاعي (٢) ، ثم قطيعة عبد الكبير بن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أخي عمر بن الخطاب ، [ثم](٣) قطيعة أبي غسان مولى أمير المؤمنين المهدي ، وبين القطائع منازل الجند وسائر الناس من التّنّاء (٤) ، ومن التجار ومن سائر الناس في كل محلة وعند كل ربض.
وسوق هذا الجانب العظمى التي تجتمع فيها أصناف التجارات والبياعات والصناعات على رأس الجسر مارا من رأس الجسر مشرقا ذات اليمين وذات الشمال من أصناف التجارات والصناعات.
وينقسم طرق الجانب الشرقي وهو عسكر المهدي خمسة أقسام ، فطريق مستقيم إلى الرصافة الذي فيه قصر المهدي والمسجد الجامع ، وطريق في السوق التي يقال لها
__________________
ـ بالهرّاء لبيعه الثياب الهروية الواردة من مدينة هراة ، له كتب في النحو ضاعت ، وأخبار مع معاصريه كثيرة ، وفيه يقول سهل بن أبي غالب الخزرجي من أبيات :
قل لمعاذ إذا مررت به : |
|
قد ضجّ من طول عمرك الأمد! |
(١) إسحاق بن يحيى بن معاذ ، وال من كبار القادة في العصر العباسي ، ولي دمشق في أيام المأمون ، والمعتصم ، والواثق ، ثم ولّاه المتوكّل إمرة مصر في أواخر سنة ٢٣٥ ه ، فقدم إليها وأحبّه أهلها ، كان جوادا عاقلا حسن التدبير والسياسة ، شجاعا محبّا للأدب ، مدحه كثير من الشعراء.
أمره المنتصر العباسي بإخراج العلويين من مصر ، فأخرجهم بلطف ورعاية ، فساء المنتصر ذلك ، فعزله سنة ٢٣٦ ه ، قبل أن يكمل العام بمصر ، فأقام فيها ، وتوفي في العام التالي سنة ٢٣٧ ه / ٨٥١ م.
(٢) محمد بن الأشعث بن عقبة الخزاعي ، وال من كبار القواد في عصر المنصور العباسي ، ولاه المنصور مصر سنة ١٤١ ه ، ثم أمره باستنقاذ إفريقية من بعض المتغلّبة بعد مقتل حبيب بن عبد الرحمن الفهري ، فوجّه إليها جيشا بقيادة الأحوص العجلي فهزمه الثائر أبو الخطّاب ، فسار ابن الأشعث في أربعين أو خمسين ألفا سنة ١٤٢ ه ، فقتل أبا الخطّاب سنة ١٤٤ ه ، ودخل القيروان سنة ١٤٦ ه ، وانتظم له الأمر في إفريقية ، فثار عليه عيسى بن موسى بن عجلان ، أحد جنده ، في جماعة من قوّاده ، وأخرجوه من القيروان سنة ١٤٨ ه ، فعاد إلى العراق ، ثم غزا بلاد الروم مع العباس ابن عم المنصور ، فمات في الطريق سنة ١٤٩ ه / ٧٦٦ م.
(٣) زيادة أثبتناها لسلامة المعنى واتّساق الكلام.
(٤) التّنّاء : المقيمون في المكان. (القاموس المحيط ، مادة : تنأ).