سوق خضير وهي معدن طرائف الصين (١) ، وتخرج منها إلى الميدان ودار الفضل بن الربيع ، وطريق ذات اليسار إلى باب البردان ، وهناك منازل خالد بن برمك (٢) وولده ، وطريق الجسر من دار خزيمة إلى السوق المعروفة بسوق يحيى بن الوليد ، وإلى الموضع المعروف بالدور (٣) إلى باب بغداد المعروف بالشماسية (٤) ، ومنه يخرج من أراد إلى سر من رأى ، وطريق عند الجسر الأول الذي يعبر عليه من أتى من الجانب الغربي يأخذ على دجلة إلى باب المقير والمخرّم وما اتصل بذلك ، وكان هذا أوسع الجانبين لكثرة الأسواق والتجارات في الجانب الغربي كما وصفنا ، فنزله المهدي وهو
__________________
(١) الصين : بالكسر وآخره نون بلاد في بحر المشرق مائلة إلى الجنوب وشماليها الترك ، قال ابن الكلبي عن الشرقي : سمّيت الصين بصين ، وصين وبغرابنا بغبر بن كماد بن يافث. (معجم البلدان ج ٣ / ص ٥٠٠).
(٢) خالد بن برمك بن جاماس بن يشتاسف ولد سنة ٩٠ ه ، ٧٠٩ م ، أبو البرامكة ، وأول من تمكن منهم في دولة بني العباس ، كان أبوه برمك من مجوس بلخ ، وتقلّد خالد قسمة الغنائم بين الجند في عسكر قحطبة بن شبيب بخراسان ، وكان قحطبة يستشيره ويعمل برأيه. ولما بويع السفاح ودخل خالد لمبايعته توهمه جماعة من العرب لفصاحته ، وأقرّه على الغنائم ، وجعل إليه ديوان الخراج ، وديوان الجند بعد ذلك ، وحلّ منه محل الوزير ، وبعد وفاة السفاح أقرّه المنصور نحو سنة ، ثم صرفه عن الديوان وقلّده بلاد فارس : الرّيّ ، وطبرستان ، ودنباوند وما إليها ، فأقام بطبرستان سبع سنين ، وعزله ونكبه ، ثم رضي عنه وأمّره الموصل ، ولما ولي المهدي أعاده إلى إمارة فارس ، ووجّهه مع ابنه هارون الرشيد في صائفة سنة ١٦٣ ه ، ومات بعدها سنة ١٦٣ ه / ٧٨٠ م ، وقيل : بعد أوبته منها ، وكان سخيا ، ثريا ، عاقلا فيه نبل ، قال المسعودي : لم يبلغ مبلغ خالد أحد من ولده ، في جوده ورأيه ، وبأسه ، وعلمه ، لا يحيى في جوده ونزاهته ، ولا جعفر في كتابته وفصاحة لسانه ، ولا محمد بن يحيى في شرطه وبعد همّته ، ولا موسى في شجاعته وبأسه.
(٣) الدور : بضم أوله وسكون الواو ، وهي سبعة مواضع بأرض العراق من نواحي بغداد أحد دور تكريت ، وهو بين سامرّا وتكريت ، والثاني بين تكريت وسامرّا أيضا ، يعرف بدور عرباني ، وفي عمل الدجيل قرية تعرف بدور بني أوقر وهي المعروفة بدور الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة وفيها جامع ومنبر ، وبنو أوقر كانوا مشايخها وأرباب ثروتها ، وبنى الوزير بها جامعا ومنارة ، وآثار الوزير حسنة ، وبينها وبين بغداد خمسة فراسخ. (معجم البلدان ج ٢ / ص ٥٤٧).
(٤) الشمّاسية : منسوبة إلى بعض شمّاسي النصارى ، وهي مجاورة لدار الروم التي في أعلى مدينة الشمّاسية ، وفيها كانت دار معزّ الدولة أبي الحسين أحمد بن بويه ، فرغ منها سنة ٣٠٥ ه ، وبلغت النفقة عليها ثلاثة عشر ألف ألف درهم ، ومسنّاته باق أثرها ، وباقي المحلة كله صحراء موحشة يتخطّف فيها اللصوص ثياب الناس ، وهي أعلى من الرصافة ، ومحلة أبي حنيفة. (معجم البلدان ج ٣ / ص ٤٠٩).