وأبيورد (١) ، وأبرشهر (٢) ، وجام ، وباخرز (٣) ، وطوس ، ومدينة طوس العظمى يقال لها : نوقان ، وزوزن (٤) ، وأسفرايين (٥) على جادة طريق جرجان.
افتتح البلد عبد الله بن عامر بن كريز في خلافة عثمان سنة ثلاثين ، وأهلها أخلاط من العرب والعجم وشربها من العيون والأودية ، وخراجها يبلغ أربعة آلاف ألف درهم.
وهو داخل في خراج خراسان وبها يعمل في جميع.
نزل عبد الله بن طاهر (٦) مدينة نيسابور ولم يتعدّها إلى مرو على حسب ما كانت الولاة تفعل وبنى بها بناء عجيبا (الشاذياخ) (٧) ثم بنى المنار.
__________________
(١) أبيورد : مدينة بخراسان بين سرخس ونسا ، وبئة ، رديئة الماء ، يكثر فيها خروج العرق. (معجم البلدان ج ١ / ص ١١٠).
(٢) أبرشهر : هو تعريب ، والأصل الإعجام ، لأن شهر بالفارسية هو البلد ، وأبر الغيم ، وأرادو بها الأرض الخصبة. (معجم البلدان ج ١ / ص ٨٦).
(٣) باخرز : كورة ذات قرى كبيرة ، وأصلها بادهرزه لأنها مهب الرياح ، وهي باللغة البهلوية.(معجم البلدان ج ١ / ص ٣٧٦).
(٤) زوزن : كورة حسنة بين جبال أرمينية ، وبين أخلاط أذربيجان ، وديار بكر ، والموصل ، وأهلها أرمن وفيها طوائف من الأكراد. (معجم البلدان ج ٣ / ص ١٧٧).
(٥) أسفرايين : بليدة حصينة من نواحي نيسابور على منتصف الطريق من جرجان ، واسمها القديم مهرجان ، سماها بذلك بعض الملوك لخضرتها ونضارتها. (معجم البلدان ج ١ / ص ٢١١).
(٦) عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن زريق الخزاعي ، بالولاء ، أبو العباس ، ولد سنة ١٨٢ ه / ٧٩٨ م أمير خراسان ، ومن أشهر الولاة في العصر العباسي ، أصله من باذغيس بخراسان ، وكان جدّه الأعلى زريق من موالي طلحة بن عبد الله المعروف بطلحة الطلحات ، وولي إمرة الشام مدّة ، ونقل إلى مصر سنة ٢١١ ه ، فأقام سنة ، ونقل إلى الدينور ، ثم ولاه المأمون خراسان ، فظهرت كفاءته فكانت له طبرستان ، وكرمان ، وخراسان ، والرّيّ ، والسواد وما يتّصل بتلك الأطراف ، واستمر إلى أن توفي بنيسابور سنة ٢٣٠ ه / ٨٤٤ م ، وقيل بمرو ، وللمؤرخين إعجاب بأعماله ، وثنا عليه. قال ابن الأثير : كان عبد الله من أكثر الناس بذلا للمال ، مع علم ومعرفة ، وتجربة ، وللشعراء فيه مرات كثيرة. وقال ابن خلّكان ، كان عبد الله سيدا نبيلا عالي الهمّة شهما ، وكان المأمون كثير الاعتماد عليه ، وقال الذهبي في دول الإسلام : كان عبد الله من كبار الملوك ، وقال الشابشتي : كان المأمون تبنّاه وربّاه.
(٧) الشاذياخ : مدينة نيسابور ، وكانت قديما بستانا لعبد الله بن طاهر بن الحسين ملاصق مدينة نيسابور ، فذكر الحاكم أبو عبد الله بن البيّع في آخر كتابه في تاريخ نيسابور : أن عبد الله بن طاهر لما قدم نيسابور واليا على خراسان ونزول بها ضاقت مساكنها من جنده ، فنزلوا على الناس في دورهم غصبا ، فلقي الناس منهم شدّة فاتفق أن بعض أجناده نزل في دار رجل ، ولصاحب الدار زوجة حسنة ، وكان غيورا ، فلزم البيت لا يفارقه غيرة على زوجته ، فقال له ـ