(ش) أخص الضمائر أعرفها فضمير المتكلم أخص من ضمير المخاطب وضمير المخاطب أخص من ضمير الغائب ، وذلك لقلة الاشتراك ، وإذا اجتمع الأخص وغيره غلب الأخص تقدم أم تأخر فيقال : أنا وأنت أو أنت وأنا فعلنا ، ولا يقال : فعلتما أنت وهو أو هو وأنت فعلتما ، ولا يقال : فعلا ومتى أمكن اتصال الضمير لم يعدل إلى المنفصل لقصد الاختصار الموضوع لأجله الضمير إلا في الضرورة كقوله :
١٥٤ ـ بالباعث الوارث الأموات قد ضمنت |
|
إيّاهم الأرض في دهر الدّهارير |
ويتعين انفصال الضمير في صور :
أحدها : أن يحصر بإنما كقوله :
١٥٥ ـ ... وإنما |
|
يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي |
هذا ما جزم به ابن مالك ، وزعم سيبويه أن الفصل في البيت ونحوه من الضرورات ، وتوسط الزجاج فأجازه ولم يخصه بالضرورة ولم يوجبه.
الثانية : أن يرفع بمصدر مضاف إلى المنصوب كعجبت من ضربك هو ، قال :
١٥٦ ـ بنصركم نحن كنتم ظافرين فقد
الثالثة : أن يرفع بصفة جرت على غير صاحبها كزيد هند ضاربها هو ، قال :
١٥٧ ـ غيلان ميّة مشغوف بها هو مذ |
|
بدت له فحجاه بان أو كربا |
الرابعة : أن يضمر عامله كقوله :
__________________
١٥٤ ـ البيت من البسيط ، وهو للفرزدق في ديوانه ١ / ٢١٤ ، والخزانة ٥ / ٢٨٨ ، ص ٢٩٠ ، وشرح التصريح ١ / ١٠٤ ، والمقاصد النحوية ١ / ٢٧٤ ، ولأمية بن الصلت في الخصائص ١ / ٣٠٧ ، ٢ / ١٩٥ ، وله أو للفرزدق في تخليص الشواهد ص ٨٧ ، وبلا نسبة في الإنصاف ٢ / ٦٩٨ ، وأوضح المسالك ١ / ٩٢ ، وتذكرة النحاة ص ٤٣ ، وشرح ابن عقيل ص ٥٦ ، ٦٠ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٤٥٢.
١٥٥ ـ البيت من الطويل ، وهو للفرزدق في ديوانه ٢ / ١٥٣ ، وتذكرة النحاة ص ٨٥ ، والجنى الداني ص ٣٩٧ ، والخزانة ٤ / ٤٦٥ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٧١٨ ، واللسان ١٥ / ٢٠٠ ، مادة (قلا) ، والمحتسب ٢ / ١٩٥ ، ومعاهد التنصيص ١ / ٢٦٠ ، ومغني اللبيب ١ / ٢٠٩ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٧٦٥.
١٥٦ ـ البيت من البسيط ، وهو بلا نسبة في المقاصد النحوية ١ / ٢٨٩ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٦٥٢.
١٥٧ ـ البيت من البسيط ، وهو لذي الرمة في ديوانه ص ٦٦١ ، (طبعة كارليل هنري) ، وبلا نسبة في شفاء العليل ص ١٩٣ ، وشرح التسهيل ١ / ١٤٩ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٤١.