قال سيبويه : وفاء الجزاء ، والبصرية تلو إلا ، والفراء : وإنما ولا النافية وقبل عارض أل وفي باب ما ، ورجحه في ليس ، وتميم مطلقا ، والأصح وجوب رفع معطوف بالواو ولا ولكن إن كرر الضمير ، والجزأين إن اتفقا ، ونحو : ما بال زيد هو القائم ومررت بعبد الله هو السيد وظننت زيدا هو القائم جاريته ، وثالثها إن كان غير خلف ، ومنع هي القائمة ، ووقوعه بين ضميرين وخبرين وتصديره وتقدمه مع الخبر ، وتوسطه بعد كان وظن ، ويجوز بين مفعولي ظن المتأخر.
قال أبو حيان : وفي المتوسط نظر ، والأصح أنه اسم ولا محل له ، وقيل : محله كتاليه ، وقيل : كمتلوه ، وفائدته الإعلام بأن تاليه خبر لا تابع والتأكيد ، قال البيانيون : والاختصاص.
(ش) هذا مبحث الضمير المسمى عند البصريين بالفصل ؛ لأنه فصل بين المبتدأ والخبر ، وقيل : لأنه فصل بين الخبر والنعت ، وقيل : لأنه فصل بين الخبر والتابع ؛ لأن الفصل به يوضح كون الثاني خبرا لا تابعا وهذا أحسن ؛ لأنه قد يفصل حيث لا يصلح النعت نحو : كنت أنت القائم ؛ إذ الضمير لا ينعت ، والكوفيون يسمونه عمادا ؛ لأنه يعتمد عليه في الفائدة ؛ إذ به يتبين أن الثاني خبر لا تابع ، وبعض الكوفيين يسميه دعامة ؛ لأنه يدعم به الكلام ، أي : يقوى به ويؤكد ، والتأكيد من فوائد مجيئه وبعض المتأخرين سماه صفة.
قال أبو حيان : ويعني به التأكيد ، ومذهب الخليل وسيبويه وطائفة أنه باق على اسميته ، وذهب أكثر النحاة إلى أنه حرف وصححه ابن عصفور كالكاف في الإشارة ، وإذا قلنا باسميته فالصحيح أنه لا محل له من الإعراب وعليه الخليل ؛ لأن الغرض به الإعلام من أول وهلة بكون الخبر خبرا لا صفة ، فاشتد شبهه بالحرف ؛ إذ لم يجأ به إلا لمعنى في غيره فلم يحتج إلى موضع بسبب الإعراب ، وقال الكسائي : محله محل ما بعده ، وقال الفراء : كمحل ما قبله ففي زيد هو القائم محله رفع عندهما ، وفي ظننت زيدا هو القائم محله نصب عندهما ، وفي كان زيد هو القائم محله عند الكسائي نصب وعند الفراء رفع ، وفي إن زيدا هو القائم بالعكس.
ويقع بلفظ المرفوع المنفصل مطابقا ما قبله في الإفراد والتثنية والجمع والتذكير والتأنيث والتكلم والخطاب والغيبة ، ولا يقع إلا بعد معرفة مبتدأ أو منسوخ نحو : زيد هو القائم ، (كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ) [المائدة : ١١٧] ، (إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ) [آل عمران : ٦٢] ،