الغورية قامت على أيدي الغور الأفغانيين ، وكانت حاضرتهم «فيروزكوه» وهي من أعمال غزنة ، ويعتبر المؤسس الحقيقي لهذه الدولة هو علاء الدين الحسين بن الحسين الغوري وذلك في سنة ٥٤٧ أو قبل ذلك ، وقد اتسعت رقعة هذه الدولة فشملت بعض بلاد خراسان ، والسّند ، والهند ، وقد فاقوا الغزنويين كثيرا في فتوحاتهم في بلاد الهند ، ودانت لهم ملوك تلك الناحية ، وغنموا منها المغانم التي تفوق الحصر ، وقتلوا من الهنود الكفرة العدد الكبير ، ونشروا الإسلام في تلك الديار ، وكانت دولتهم من أحسن الدول سيرة.
كما كان على يد هذه الدولة زوال الدولة الغزنوية.
ثم زالت الدولة الغورية على يد الدولة الخوارزمية التي يعتبر أصل تأسيسها سنة ٤٧٠ على يد أنوشتكين أحد موظفي بلاط السّلاجقة ، ومن ثم استقلت الدولة الخوارزمية عنهم ، وضاهت (١) دولتهم ، حيث إنها جاءت على أنقاض الدولة السّلجوقية ، والدولة الغورية ، وامتدت بلادهم من حدود الفرات غربا إلى حدود الهند وإلى بلاد ما وراء النهر ، وتركستان شرقا ومن باب الأبواب ، وتفليس ، وبحر آرال شمالا إلى الخليج الفارسي ، وبحر العرب جنوبا ، وقد دارت بينهم وبين السّلاجقة والغوريين حروب ضارية.
ومن محاسن هذه الدولة قضاؤها المبرم على الخطا الكفرة الذين كانوا يسكنون بلاد تركستان ـ الواقعة بين الصين وبلاد ما وراء النهر ـ والذين كانوا يسومون المسلمين سوء العذاب حيث إنهم سيطروا على بلاد ما وراء النهر ، وأخضعوا المسلمين فيها لسلطانهم ، وأجبروهم على بذل المال لهم ، بل إنهم عبروا جيحون إلى بلاد خراسان فعاثوا فيها فسادا.
كما كان للدولة الخوارزمية الفضل في قتل معظم الكرج الكفرة ، ونهب
__________________
(١) إلا أن شاهات خوارزم لم يستطيعوا الحكم في حاضرة خلافة بني العباس كما فعل السلاجقة والبويهيون.