وحرّان «* ١» ، والرّقة «* ٢» ، وغير ذلك ، خرج منها حفاظ ، وأئمة ، ثم تناقص ، ثم انطوى البساط.
__________________
(* ١) هي قصبة ديار مضر الجزرية ، وقد كانت مدينة عظيمة ثم ضعف شأنها.
معجم البلدان ٢ / ٢٣٥ ، تقويم البلدان ٢٧٦.
وقد جمع تاريخ رجالها الحافظ أبو عروبة الحراني ، وهو الذي سبق ذكره باسم تاريخ الجزريين قال السمعاني في الأنساب ٤ / ٩٦ : «حران بلدة من الجزيرة ... ولها تاريخ عمله أبو عروبة ، ذكر فيه جماعة كثيرة من أهل الجزيرة سماه تاريخ الجزريين» ، وكثرة الحرانيين المترجمين فيه حمل الخليلي في الإرشاد ١ / ٦٣ أعلى تسميته بتاريخ الحرانيين. وللأمير عز الملك محمد بن أبي القاسم المسبّحي الحراني الأصل ، المصري المولد ، المتوفى سنة ٤٢٠ كتاب تاريخ حران. كشف الظنون ١ / ٢٩١.
(* ٢) هي مدينة مشهورة على جانب الفرات الشرقي ، من ديار مضر الجزريّة ، خربت ، وغلب اسمها على ربضها ـ أي الفضاء الذي حولها ـ الذي كان يقال له «الرّافقة» ، قال ابن خلكان : «ويقال لهما الرّقّتان ، تغليبا لأحد الاسمين على الآخر ، كما قيل : العمران ، والقمران ، وغير ذلك».
المشترك وضعا والمفترق صقعا ٢٠٨ ، وفيات الأعيان ٦ / ٢٢٧ ، معجم البلدان ٣ / ١٥ و ٥٩ ـ ٦٠ ، تقويم البلدان ٢٧٦.
وقد ذكر السمعاني في الأنساب ٦ / ١٥٢ أن الحافظ أبا الحسن بن الحراني ـ الذي مرت ترجمته ـ صنف تاريخ الرقة ، وترجم لعلمائها ، فيظهر ـ والله أعلم ـ أن هذا الكتاب هو نفس «تاريخ الجزيرة» الذي مر ذكره.
كما أن السخاوي في الإعلان بالتوبيخ ص ٦٣٢ ذكر لأبي عروبة الحراني ـ الذي مضت ترجمته ـ كتاب «تاريخ الرقة» ، وذكر له السمعاني في التحبير ١ / ١٦٥ كتاب «تاريخ الرّقّتين وأهل حرّان» ، فيبدو ـ والله أعلم ـ أن هذين الكتابين هما نفس كتاب «تاريخ الجزريين» المتقدم ذكره. والرقتان ، وحرّان من أمهات بلاد الجزيرة.
هذا وللحافظ ، المؤرخ أبي علي محمد بن سعيد بن عبد الرحمن القشيري ، الحراني ، نزيل الرقة ، المتوفى سنة ٣٣٤ كتاب «تاريخ الرّقة».
الإعلان بالتوبيخ ٦٣٢ ، مقدمة الإحاطة ١ / ٨٢.