الإسلام ، وهو كاف في معناه فيما أحسب ، ولم يكن عندي تواريخ كثيرة مما قد سمعت بها بالعراق ، وبالمغرب ، وبرصد مراغة ، ففاتني جملة وافرة» (١).
كما أن أحد نواب التتار ، ووزرائهم وهو علاء الدين عطا الجويني ، قد جمع خزانة كتب نفيسة.
هذا بالنسبة للوزراء ، أما الأمراء والكبراء فقد حفظ عن كثير منهم شدة الاهتمام بإنشاء المراكز العلمية. ومن أشهر هؤلاء : الأمير الكبير ، قائد الفرسان ، وشرابي الخليفة المستنصر بالله ، شرف الدين إقبال بنى المدرسة الشّرابية ببغداد ، وهي من أعظم المدارس في أواخر أيام الدولة العباسية ، وقد ضم إليها مكتبة كبيرة عامرة ، كما بنى مدرسة بواسط ، ووقف عليهما الأوقاف العظيمة.
وأمير الأمراء في عهد الخليفة المستنصر بالله مجاهد الدين أيبك الجركسي بنى مدرسة ببغداد ووقفها على الحنابلة ، وكان في هذه المدرسة المعمورة خزانة كتب نفيسة ، وقف عليها بعض العلماء كتبهم.
والأمير الكبير ، نائب البصرة من قبل الخليفة الناصر لدين الله ، والخليفة المستنصر بالله أبو المظفر باتكين بن عبد الله الرومي بنى مدارس كثيرة في البصرة ، ووقف عليها مكتبات عامرة ، وأوقافا حسنة ، وكان هذا الأمير له اشتغال بالعلم ، وصلة بالعلماء.
والأمير ، رسول الخليفة المستظهر بالله سعادة الرّسائلي أنشأ مدرسة ببغداد.
وأحد أركان دولة الخليفة المقتفي لأمر الله ثقة الدولة علي بن محمد
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ١٩ / ١٢٥.