قطب الدين مودود بن عماد الدين زنكي صاحب سنجار ، بنى مدرسة في بلده للحنفية.
كما بنى شهاب الدين أبو سعد بن عمران الخيوقي مستشار السلطان علاء الدين محمد خوارزم شاه ، ومقدم دولته عدة مدارس في خوارزم ، وأنشأ دارا عظيمة للكتب ، قال النسوي : «وقد بنى شهاب الدين بخوارزم في جامع الشافعية دار كتب لم ير قبلها ولا بعدها مثلها» (١).
ومما ينبغي ذكره هنا أن أصحاب إمارة بهدينان (٢) العباسيين كانوا يهتمون بالعلوم ، وقد بنى بعضهم المدارس ، وأنشأ المكتبات العامة في حاضرتهم العمادية ـ قلعة في شمالي الموصل ـ وأعمالها.
فالأمير غياث الدين قاسم بن بهاء الدين العباسي بنى مدرسة في العمادية ، وضم إليها خزانة كتب عظيمة.
والأمير سلطان حسين العباسي جدد بناء إحدى المدارس في العمادية ، ووقف عليها خزانة كتب نفيسة ، كما أنشأ مدرسة بالعقر ـ وهي من أعمال إمارة بهدينان ـ وجعل فيها مكتبة.
والأمير قباذ ابن الأمير سلطان حسين بنى مدرسة في إحدى القرى التابعة للعمادية ، وجعل فيها خزانة كتب.
__________________
(١) سيرة السلطان جلال الدين منكبرتي ١١٠.
(٢) لما دخل هولاكو إلى بغداد عام ٦٥٦ قضى على معظم العباسيين ، وأسر البقية منهم إلى مراغة ، وفي سنة ٦٧١ أطلق سراحهم فرجعوا إلى بغداد ، وسكنوا فيها ، وكان من بينهم ابن آخر الخلفاء العباسيين بالعراق المستعصم بالله وهو أبو المناقب مبارك الذي توفي سنة ٦٧٧ ، وقد عين السلطان التتري محمود غازان سنة ٧٠٣ ابن أبي المناقب أبا نصر محمدا أميرا على شمال العراق ، واستطاع حفيد هذا الأمير وهو بهاء الدين بن منصور بن أبي نصر أن يؤسس إمارة بهدينان العباسية التي بقيت نحو خمسة قرون ونصف ، أي من القرن الثامن إلى سنة ١٢٥٩ عندما قضى العثمانيون عليها. وبهدينان كلمة كردية معناها آل بهاء الدين.