على رفع المستوى العلمي في بلادهم فبنوا المدارس ، وأنشئوا المكتبات ، وشجعوا العلوم.
فأول سلاطينهم وهو الملك المعز أيبك التّركماني بنى المدرسة المعزّيّة بالقاهرة.
والملك الظاهر ركن الدين بيبرس العلائي البندقداري عمر المدرستين الظاهريتين الشهيرتين ، إحداهما بالقاهرة ، وهي من أعظم مدارس مصر ، جعلها للشافعية والحنفية ، كما جعل فيها مشيخة للحديث ، ومارستانا ، وضم إليها مكتبة عظيمة جدا. والأخرى بدمشق وقفها مدرسة ودار حديث.
والملك المنصور قلاوون أنشأ عدة مدارس ، أعظمها المدرسة المنصورية بالقاهرة ، وجعل فيها دروسا للمذاهب الأربعة ، ودورا للحديث ، والتفسير ، والطب ، وهي من أحسن مدارس مصر والشام ، وقد وقف عليها قلاوون خزانة كتب جليلة.
والملك الأشرف صلاح الدين خليل بن قلاوون بنى مدرسة بالقاهرة.
والملك الناصر محمد بن قلاوون أتم بناء المدرسة الناصرية بالقاهرة ، التي بدأ بإنشائها السلطان كتبغا المنصوري ، ووقف عليها خزانة كتب حسنة.
والملك المظفر بيبرس بن عبد الله الجاشنكير المنصوري أنشأ في الجامع الحاكمي بالقاهرة خزانة كتب عامرة.
والملك الناصر حسن بن الناصر محمد بن المنصور قلاوون بنى مدرسة كبيرة بالقاهرة ، تشتمل على أربعة مدارس ، لكل شيخ مذهب مدرسة تختص به ، قال ابن إياس فيها : «لم يعمر مثلها في الإسلام» (١).
والملك الظاهر برقوق الجركسي أنشأ مدرسة بالقاهرة ، وجعل فيها دروسا
__________________
(١) بدائع الزهور ١ / ٢٠٤.