سليمان ، نا الزبير بن أبي بكر ، حدّثني مصعب بن عثمان ، ومحمّد بن الضحاك بن عثمان ، عن أبيه ومن سبب من مشيخة قريش : أن عمر بن الخطاب لما همّ بفرض العطاء شاور المهاجرين فيه ، فما رأى ما رأوه من ذلك صوابا ، ثم شاور الأنصار فرأى ما رأوا وإخوانهم من المهاجرين في ذلك ، ثم ما ورد مسلمة الفتح فلم يخالفوا رأي المهاجرين والأنصار إلّا حكيم بن حزام ، فإنه قال لعمر بن الخطاب رضياللهعنه : إن قريشا أهل تجارة ومتى (١) فرضت لهم العطاء حيث أن ما () (٢) عليه فيدعوا التجارة فيأتي بعدك من يحبس عنهم العطاء ، وقد خرجت منهم التجارة ، فكان ذلك كما قال.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي ، أنبأنا أبو محمّد بن زبر ، نا عبد الله بن عمرو ، نا أحمد بن معاوية ، نا الأصمعي ، نا جويرية بن أسماء ، قال مرّ حكيم بن حزام وقد كبر (٣) بشباب قريش وهو يهدج على عصاة ، فقال بعضهم : قوموا بنا إلى هذا الشيخ الذي قد خرق ، فقاموا إليه ، فقال له شباب منهم : يا عم بقي بعد عقلك؟ قال : فنظر إليه حكيم بن حزام وعلم ما أراد ، فقال له : ابن فلان؟ قال : نعم ، قال : أبعد عقل ، إني اعرف أباك فتيا. وكان حكيم (غير انهم ليعمرون) (٤) بكلمة حكيم إلى يومهم هذا ، كذا قال : وقد أسقط منه نافعا.
أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ، ابنا (٥) البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنبأنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزّبير بن بكّار ، حدّثني أحمد بن سلمان ، حدّثني سعيد بن عامر ، وسعيد بن عامر هو ابن أخت جويرية بن أسماء ، عن نافع مولى عبد الله بن عمر ، قال : [مرّ](٦) حكيم بن حزام بعد ما تبين (٧) بشابين فقال أحدهما لصاحبه : اذهب ما تنحرف (٨) بهذا الشيخ ، قال : فقال له صاحبه : وما تريد إلى
__________________
(١) بالأصل «ومني فوصف» ولعل الصواب ما أثبت : «ومتى فرضت».
(٢) كلمة غير مقروءة بالأصل تركنا مكانها بياضا وفي م : «خشيت أن ما ياتكلوا عليه».
(٣) الأصل وم : «كثر».
(٤) ما بين قوسين ، كذا رسم الألفاظ بالأصل وم ، ولم أصل إلى معناها.
(٥) بالأصل وم «أنبأنا» خطأ.
(٦) زيادة اقتضاها السياق.
(٧) كذا بالأصل وم ، وفيها «بعد ما تبين» على الهامش.
(٨) كذا بالأصل وم.